في مقالي السابق تكلمت عن ما يحتاجه منا المرابطون في الحد الجنوبي، فسألني أحدهم ما الذي قدمته الحكومة للمرابطين فكل ما نسمعه هو مخصص لذوي الشهداء من تعويضات ضخمة وامتيازات تحظى بها عوائلهم. ففضلت الرد عليه هنا، وما سأكتبه هو غيض من فيض عن ميزات خصصت لجنودنا البواسل المرابطين في الحد الجنوبي وذويهم. فمن جانب التعليم العالي، أعفت كثير من الجامعات الأهلية طلابها المرابطين في الحد الجنوبي أو ذويهم من الرسوم الجامعية. وبالنسبة للصحة، فعلاوة على ما يقدم للمرابطين من خدمات صحية عالية المستوى وعلى أيدي متخصصين بإمكانات عالية، فعند الطلب يراعى ترتيب مواعيدهم وعوائلهم وفق إجازاتهم. كما أطلقت الخطوط السعودية خدمة «كفيتم ووفيتم»، في كافة مطارات المملكة الداخلية لضيوفها من العسكريين المرابطين في مطارات المملكة وذويهم خصصت فيها منصات معاينة لإنهاء إجراءات سفرهم، وتوفير خدمات التصعيد عن طريق ممرات Sky Priority من كافة المطارات الداخلية، وبرنامج التخفيض الممنوح للعسكريين وأسرهم على أسعار التذاكر بنسبة (50%) ليشمل الإجازات الإدارية القصيرة المتكررة بعد أن كان يقتصر على الإجازات السنوية، وزيادة الرحلات والسعة المقعدية بين جازان وعدد من المحطات الداخلية، واستحداث رحلات مباشرة ومنتظمة بين جازان وكل من تبوك والقيصومة بحفر الباطن، وافتتاح مكتب بقوة جازان، إضافة إلى مكتب بتبوك لتوفير كافة الخدمات من حجوزات وإصدار التذاكر وإنهاء إجراءات السفر للجنود، وتسيير حافلات لنقلهم من نجران إلى أبها. وقد رعت الشؤون البلدية والقروية جنود المملكة المرابطين على حدودها للدفاع عنها وعن مقدساتها من خلال مبادرة «منصورين» التي كلفت فيها خدمة العملاء بالأمانات والبلديات لإنهاء إجراءات المعاملات نيابة عن المرابط. وأيضا تكفلت وزارة الداخلية بوحدات متنقلة من الأحوال المدنية لإنهاء جميع تعاملاتهم، كذلك فإن الضوابط الجديدة من وزارة العدل تمنع إيقاف الخدمات عن أبطال الحد الجنوبي. ورعت وزارة الدفاع برنامج التكافل الاجتماعي «خلافة الغازي» المدعوم من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ب50 مليون ريال، الذي يهدف إلى توفير راحة المرابطين من منسوبيها، والاطمئنان الكامل على أسرهم، وتوفير كافة الاحتياجات لهم، ما يعني تفريغ المرابِط لمهمته العسكرية، والقيام بكل المهام الأسرية المرتبطة بأسرته وبه شخصيا من معاملات حكومية أو إجراءات تتطلب حضوره. ويشمل البرنامج توفير العلاج للأبناء، وتوفير النقل للمدارس، وحتى العمل على نقل المعلمات من زوجات المرابطين أو بناتهم للمدارس القريبة، إلى جانب توفير الاحتياجات اليومية لهم، ودعمهم ماليا ونفسيا ومعنويا، وإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة برب الأسرة مع الجهات ذات العلاقة. وأيضا يوفر -حسب الطلب- المساهمة في تخفيف وطأة الإيجار، ومساعدة أسر المرابطين في ذلك، كم استثمر البرنامج في أكثر من 42 صندوقا للتكافل الاجتماعي تبلغ إيرادتهم نصف مليار ريال وذلك لتقديم قروض ميسرة بدون فوائد للأفراد المجندين، منها 30% هبة لا ترد، وتلبية احتياجات أسرة المرابط أو الشهيد من مواد غذائية أو عينية، وتقديم خدمة إنهاء إجراءات المعاملات الضرورية لأسرة المرابط بحال طلبهم وبالتنسيق مع الجهة ذات العلاقة، وتقديم خدمة مراجعة المستشفيات. والاستشارات الاجتماعية وغيرها من الخدمات. ولا تتسع كلمات المقال المتاحة لي لأكمل عن المبادرات الحكومية والمجتمعية، وما ذلك إلا عرفان بسيط وتقدير يستحقه رجالنا الذين يذودون عن حمى الوطن نتمنى أن ييسر ويستفاد منه جميع المرابطين باختلاف فئاتهم الوظيفية ومؤسساتهم المهنية.