ننتظر الليلة الصورة الجمالية لكرة القدم السعودية، ولكن بنكهة عربية بين عملاقين من عمالقة المستديرة، فلقاء الأهلي والهلال حتما تتجلى فيه المتعة الكروية بكل الصفات الفنية، فالنزال سيقام على محيط الرعب في نصف نهائي كأس زايد المثير في لقاء تحديد المصير. فمباراة الذهاب تعني تحديد ملامح الفريق الذي سيصل للمباراة النهائية، وإن كانت هناك جولة الإياب، إلا أن مباراة الليلة لها الأولوية الأهم، فالمنتصر سيقطع شوطا كبيرا نحو بلوغ النهائي المنتظر في مدينة العين، فالموج الأزرق من الآخر فريق يملأ العين، فالفريق ظهر هذا الموسم بحلة ولا أروع، منتشيا بالنتائج الإيجابية علاوة على أنه يملك ترسانة من النجوم لا يضاهيها أي فريق سواء محليا أو عربيا، ولا أبالغ إن قلت آسيويا، وبلا شك أن الترشيحات منصبة وبنسبة كبيرة جدا للمضيف، فما أتحدث عنه هو الواقع بعينه، أنت فقط شاهد الهلال على أرض الميدان، تجد أن نتائجه أبلغ من الكلام، فحينما أجول بين العناصر والانسجام، فالأسماء في الموج لامعة والتفاهم حاضر وثابت بين اللاعبين، فكل تلك العوامل تعطي المكسب للهلال، ولكن يبقى الحكم النهائي لتلكم التفاصيل والحكاية المثيرة بيد الأسطورة عمر السومة ورفاقه، أعلم ويعلم الكثيرون أن فرقة الرعب هذا الموسم ليست كما المواسم السابقة، فالأزمة الطاحنة عصفت كثيرا بها وتأثرت المنظومة بأكملها من ذلك، فهي (فترة عصيبة وعدت)، ولكنْ فريق كقلعة الكؤوس حتى وإن أصابته عدوى فهو يمرض ولا يموت، فلذلك هنا يجب أن أشيد بعمل إدارة البترجي منذ استلامها لدفة الأمور، حيث قامت بإحداث التغييرات والتي حسنت كثيرا من أداء الفريق ما بين التنظيم والربط في المراكز، فما قام به المدير الفني السيد فوساتي وخاصة في المناطق الخلفية والتي كانت تعاني من مشاكل وأخطاء كارثية، أراح بها القلق الذي كان يراود جماهير الأهلي الوفية، فأعاد المخضرم فوساتي شيئا من الثقة وبعضا من وهج قلعة الذهب، ولكن يبقى المهم والأهم ما الذي سيقدمه الفريق في مباراة الليلة، وكيف سيوقف الأخير قوة المد الهلالي بالتعامل المثالي لقوة خصمه الذي يخوض اللقاء على أرضه وبين جماهيره، وهذا لا يعني أن الأهلي ليست لديه أدوات فعالة وعناصر مؤثرة تقضي على قوة الخصم، ولكن الفكر والتعامل مع أحداث وتقلبات اللقاء يتطلب معها جهدا أكبر وروحا قتالية عالية من قبل اللاعبين وحنكة المدير الفني، فالأخطاء ممنوعة في مثل هذه النزالات. فهل يصمد فوساتي بدهائه ويقلب الطاولة على نظيره زوران والمحظوظ باستلامه فريقا جاهزا ومليئا بالنجوم؟ ويبقى أن أقول إن المباراة فنيا وعناصريا ستتسم بإبداع كروي داخل الميدان بين الطرفين، ولذلك من يستغل أنصاف الفرص سيكون هو الأقرب!.