لم تكن احتفالات وطننا الكبيرة باليوم الوطني الكويتي مستغربة على حكومتنا الرشيدة وشعبنا الكريم، إذ تشارك مملكتنا دول العالم أجمع أفراحهم فكيف بدول الخليج العربي ودول الجوار، فمملكتنا وأشقاؤها دول الخليج ما هم إلا شعب واحد وكيان واحد فإن أصابهم خير فسيعم على الجميع وإن أصابتهم أي نائبة لا قدر الله فسيتأثر كل من في دول الخليج العربي. جارتنا دولة الكويت قبل عدة أيام احتفلت بيومها الوطني وبيوم الاستقلال 57 الذي يصادف يوم 25 فبراير واحتفلنا معهم هنا في بلادنا، حتى أن مظاهر الفرح والاحتفالات عمت أماكن متفرقة في بلادنا فرحة وبهجة مع أشقائنا الكويتيين، فعلى سبيل المثال قدم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، فعاليات كثيرة ومتنوعة تناسب الصغار والكبار، حيث تواجدت آنذاك في المركز لأخذ استطلاعات لتلفزيوننا الوطني (والذي دائما ما يشارك الأشقاء أفراحهم بأيامهم الوطنية بعمل استطلاعات وتقارير تخصهم)، وهالتني كمية الحب المرسلة للأشقاء لبعضهم البعض ورأيت قدوم أعداد هائلة من الزوار السعوديين والكويتيين الذين أبدوا إعجابهم الشديد بما شاهدوه وكأنهم في بلادهم، فالعلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ضاربة ولله الحمد في جذور التاريخ، والوحدة المصيرية بين البلدين تتكامل في طور وحدة الدين والعروبة وعلاقات الدم والمصير المشترك. إن عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين ملوك المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الشقيقة كبيرة ومتينة بدءًا من انطلاق الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لاستعادة حكم أجداده (فقد كانت تربطه بالشيخ أحمد الجابر علاقات قوية)، وموقف الملك سعود -رحمه الله- عندما أرسل قوات لدعم الكويت بعد ما أعلن عبدالكريم قاسم أطماعه في ضم الكويت للعراق، والملك فيصل -رحمه الله- كان له موقف تاريخي بإرساله قوات للكويت، وكذلك الملك خالد -رحمه الله- له مواقف تاريخية تسجل مع أشقائنا الكويتيين، ليكون بعد ذلك الموقف الذي يشهده التاريخ أجمع للملك فهد -رحمه الله- الذي لن تنساه الكويت عبر أجيالها، من خلال تحريره ودعمه للكويت في أزمتها إبان الغزو العراقي الذي يوافق ذكراه الثاني من أغسطس، ومساندة المملكة العربية السعودية لدولة وشعب الكويت في محنتهم التي انتهت بتحرير الكويت واستعادة الكويت حقوقه، قائلا كلمته المشهورة: «إما أن تعود الكويت أو تذهب السعودية» وذلك بعد الطعنة التي تلقتها الكويت بعد احتلال صدام حسين الغاشم لها، ومن ثم استمرار قوة وترابط البلدين الشقيقين في عهد الملك عبدالله- رحمه الله- حتى عاصفة الحزم وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- والمواقف التاريخية المشهودة بين البلدين. وبالتأكيد فإنه بسبب عمق العلاقات التي تربط بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودول الجوار جميعها أتى من أساء وشكك في العلاقة الأخوية التي تجمع المملكة بشقيقتها دولة الكويت يريدون فرقة الصف وتشتيت كلمة ووحدة الخليج ليسهل لهم تحقيق مآربهم الخبيثة بزرع الفتنة ونشر الإرهاب في جميع دول الخليج العربي، ولكن وبفضل الله ثم بحكمة الحكومتين ومن باب الثقة والاعتزاز بالعلاقات التاريخية المتينة فإن الحكومتين دائما ما ترفضان وتستنكران كل من يريد سوءا بدول الخليج العربي، فالعلاقات التاريخية المتجذرة ولله الحمد بين المملكة ودولة الكويت هي علاقات متينة ترتكز على الاحترام المتبادل والإيمان المطلق بوحدة مصيرهما المشترك، وحرصهما الدائم على تقوية وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات.