** عندما يأخذك الحنين إلى ماض جميل ومثال، فاعلم أنك تعيش لحظة يسميها العلماء «النوستاليجا»، هكذا يقول علماء النفس وهكذا يصنفون مثل هذه الحالة التي تراودنا بين الحين والآخر. ** شخصيا كنت أعيش هذه اللحظة مطلع الأسبوع الماضي، وتحديدا بعد تغريدة كتبتها عبر حسابي الشخصي في تويتر وجهتها للبعض من زملاء المهنة المخضرمين، والذين ظهر وجههم الآخر في (السوشل ميديا) حيث التعصب والانتقائية وكثير من السلبيات التي جعلتنا نتذكر بحسرة ماضيهم الجميل عبر أعمدتهم الصحفية، ونسترجع زمانا كنا نعدهم فيه من الأساتذة والرواد. ** أتذكر وقتها وأنا على مقاعد الدراسة كنت أحرم نفسي مصروفي اليومي (الفسحة) من أجل نهاية الدوام لأشتري -خفية عن أعين والدي رحمه الله- ما استطعت من الصحف، حيث موعدي المعتاد مع قراءة آخر الأخبار ومقالات الكتاب الذين كانوا بالنسبة لي عالما آخر، بل لن أبالغ إن قلت إنهم من كان يصنع يومي آنذاك!! ** حالة النوستاليجا التي اعترتني أصابتني بخيبة أمل كبيرة وأنا أشاهد أولئك الأساتذة وقد تغيرت أحوالهم وتبدلت أوضاعهم بعد أن عرتهم التقنية وثورتها المخيفة، وأظهرتهم على صورتهم الحقيقية التي لم أكن أتمنى على الإطلاق أن أشاهدهم عليها. ** شخصيا تبدو لي الخسارة مضاعفة، فلا أنا الذي استفدت من مصروفي وأكلت مع زملائي، ولا أساتذتي وزمرة الكتاب آنذاك بقوا على حالهم حتى هذه اللحظة. ** مؤلم جدا حال أولئك الكتاب المخضرمين والذين شاءت الأقدار أن نكون زملاء درب ومهنة على الرغم من الفارق العمري الكبير الذي يفصل بيننا، ومؤلم أكثر بالنسبة لنا أن ننظر لهم نظرة أخرى، خاصة ونحن في عمر أبنائهم وتلاميذهم متى أحسنت التعبير!! ** لن أوغل في تلك الحالة ولن أسترسل بها، وسأذهب مباشرة إلى أؤلئك العمالقة (يوما ما) وسأطلب منهم طلب المحب أو الابن أو التلميذ، ولهم أن يختاروا ما يشاءون، فكلها في الحب والإعجاب سواء!! ** أرجوكم احفظوا ما بقي من تاريخكم الجميل وذكرياتكم الرائعة وتوقفوا عن كل ما يخدش ماضيكم، فلم نعد نحتمل صراع المشاعر الداخلية تجاهكم!! ** أخشى أن يأتي يوم وهو بالمناسبة قريب جدا، ويطالبكم فيه أقرب وأعز الناس لكم بالتوقف -أولادكم أو إخوانكم- بل قد يأتي وقت يقول فيه أحفادكم وبالفم المليان «عيب يا جدو»!! قبل الطباعة ما أجمل الأيام تمضي غفلة.. زمن الصفاء يمر في عجلات @BAlsagry999