شدد مراقبون على أن التخلص من الحوثيين والتصدي لمؤامرة إيران لتقسيم اليمن باتت ضرورة عربية ودولية. مؤكدين في أحاديثهم ل«اليوم» أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفا عربيا موحدا بعد إصرار الميليشيات على التنصل من الالتزام ببنود اتفاق السويد بعد مرور نحو 10 أسابيع على إبرامه، فضلا عن مخططاتها لإجهاض تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة في ظل صمت دولي. » التحالف والشرعية قال المحلل السياسي اليمني د.عبد الملك اليوسفي: قوات التحالف العربي بقيادة المملكة والشرعية ملتزمة باتفاق السويد، فيما يتنصل الحوثي من تطبيق بنوده لرغبته في استمرار الأزمة، مؤكدا أن التطورات الراهنة في الملف اليمني تتطلب إرادة عربية للقضاء على خطر الانقلابيين الذين يعدون أذرع نظام الملالي الساعي لتنفيذ مؤامرة كبرى لتقسيم الوطن العربي ومن ثم تحقيق حلم «المحور الطائفي» الذي يمتد من أراضيهم مرورا بسوريا ولبنان وحتى اليمن لتكون منصة لتهديد الدول الخليجية. ويرى اليوسفي أن قبول الحوثيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات مرهون بالقضاء على دورهم تماما في الحديدة التي تعد «الرئة» التي يتنفسون من خلالها بالحصول على الأسلحة والإمدادات من إيران وقطر، إلى جانب أنه يمثل منجم ذهب، محذرا من أن خطورة إيران ليست بتمزيق وحدة اليمنيين فحسب ولكن تمتد إلى تهديد أمن وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر ما يمثل خطورة بالغة على المنطقة. » كسب الوقت بدوره، قال خبير العلاقات العربية، د.أحمد يوسف: لن تلتزم ميليشيات الحوثي باتفاق السويد فهو وبحسب إستراتيجيتها «كسب للوقت» وتجميع الصفوف والتقاط الأنفاس؛ بعد تجرعهم الهزائم تلو الأخرى من التحالف والشريعة قبل أيام من الدعوة للتفاوض. ولفت إلى أن الانقلابيين يتظاهرون بتمسكهم بالاتفاق لتلقي الدعم الإيراني غير المشروع عبر الميناء للانقضاض مجددا على الأمن والاستقرار وتهديد المملكة والملاحة الدولية. ومن جهته، أشار خبير العلاقات الدولية، د.جهاد عودة إلى عدم وجود رغبة أوروبية ودولية قوية لإنهاء الأزمة اليمنية، بدليل فشل الزيارات المكوكية للمبعوث الأممي ورئيس لجنة إعادة الانتشار ومحاولاتهما إنقاذ «اتفاق استوكهولم». وتابع عودة: من الضروري أن يفضح المسؤولون الأمميون تعنت الحوثيين ومراوغتهم وأنهم الطرف الحقيقي المعرقل لتنفيذ الاتفاق. وتساءل عودة: لماذا هذا التراخي من مارتن جريفيث والجنرال مايكل لوليسغارد؟، مشددا بضرورة موقف أممي حازم تجاه مماطلة الميليشيات الانقلابية، ووقف تلاعبها وخداعها للمجتمع الدولي.