أحلام كبيرة كان يعيشها عشاق «فارس الدهناء» قبل بداية الموسم الحالي، خاصة عقب الريمونتادا الكبيرة، التي صنعها المدرب الوطني الشاب سعد الشهري للفريق خلال الفترة الشتوية من الموسم الماضي، التي قادت «النواخذة» لاحتلال المركز الرابع في الدوري السعودي للمحترفين. غادر الشهري الفريق الاتفاقي في مهمة وطنية، يشرف من خلالها على تدريب المنتخب السعودي الأولمبي، لتبدأ مهمة الإدارة الاتفاقية في البحث عن بديل يكمل مسيرة ابن الوطن، وهو ما قادها للاستقرار على اختيار المدرب الأوروجوياني ليوناردو راموس، المدرب الذي أكد الاتفاقيون أنه يملك سيرة ذاتية تناسب تاريخ وحجم ناديهم، مما يقودهم للتفاؤل بموسم كبير للفريق الأول لكرة القدم. ويبدو أن البدايات كانت مميزة جدا مع المدرب الأوروجوياني، الذي أشاد عقب نهاية معسكر هولندا الإعدادي بلاعبي الاتفاق، وبقدراتهم الفنية العالية، مؤكدا أنه قدم للمنافسة على لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. كل الأمور كانت تسير بالشكل المطلوب، رغم تعثر البداية بالتعادل مع الرائد بهدف لمثله، في لقاء قدم فيه الاتفاق مستوى مميزا خلال الشوط الأول، قبل أن يتراجع ويخرج بنقطة ثمينة على أرضه وبين جماهيره. وعقب هذا التعادل، انطلق «النواخذة» في طريقهم نحو موسم استثنائي، حيث تفوقوا على الباطن بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وعلى الفيحاء بثلاثية نظيفة، وارتضوا بالتعادل سلبيا مع أُحد، قبل أن يفجروا مفاجأة من العيار الثقيل بتفوقهم الكبير على الأهلي، الذي كان قوامه (6) أهداف مقابل هدفين. حقق الاتفاق انتصارا آخر على الحزم بهدف نظيف، وحينها أعتقد الجميع أن «فارس الدهناء» عائد إلى ماضيه الجميل، لكن قطاره تعرض إلى هزة عنيفة عقب الخسارة أمام الفيصلي بخمسة أهداف مقابل واحد، لتعقبها خسارة أخرى أمام الهلال برباعية، ومن ثم أمام النصر بهدفين مقابل واحد. وحينها كانت الأحاديث كبيرة عن وجود خلافات بين راموس وبعض اللاعبين، خصوصا الحارس الجزائري رايس مبولحي، حيث كان المدرب الأوروجوياني يرغب في سلب شارة القيادة من الحارس الدولي الجزائري، ومنحها لأحد لاعبي خط المنتصف، في الوقت الذي كانت فيه الإدارة الاتفاقية برئاسة خالد الدبل تنتظر نتيجة لقاء التعاون من أجل تحديد مصير راموس سواء بالبقاء أو الرحيل. خسر الاتفاق لقاء التعاون بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليعلن الاتفاق عن رحيل راموس، الذي فجر الكثير من المفاجآت خلال حديثه لإحدى إذاعات بلده، الذي أكد فيه تعمد حارس المرمى رايس مبولحي والمدافع سعيد الربيعي في ارتكاب (3) ركلات جزاء من أجل تعرض الفريق للخسارة ومن ثم رحيله. وأضاف راموس خلال حديثه للإذاعة الأورجويانية: «المشكلة بدأت مع الإدارة حين أردت إعطاء شارة القيادة في الفريق لأحد اللاعبين في الملعب، ولكن الإدارة أصرت على إعطائها لمحبوب الجماهير في النادي حارس المرمى رايس مبولحي، وأنا لا أفضل أن تكون شارة القيادة مع حارس المرمى، وإنما لاعب في وسط الملعب». التعاقد مع البديل لم يتأخر كثيرا، فقد عينت الإدارة الاتفاقية مساعد راموس الإسباني سيرخيو بيرناس مدربا للفريق حتى نهاية الموسم، كونه قريبا جدا من الفريق، وكان يعيش لحظات العودة القوية للفريق الاتفاقي رفقة المدرب الوطني سعد الشهري. وتمكن بيرناس في تغيير جلد الفريق سريعا، فحقق تعادلا أمام الشباب بهدفين لمثلهما في الرياض، في مباراة كان يرى الكثيرون أن الاتفاق أحق بنقاطها، لكنه خسر بهدفين نظيفين أمام القادسية في ديربي المنطقة الشرقية، لتعود الشكوك حول مقدرة المدرب الإسباني في إعادة الفريق نحو المسار الصحيح، لكن بيرناس استغل عدم الاستقرار الفني في الوحدة، وحقق فوزا مهما على فريقهم بهدفين، قبل أن يتعادل سلبيا مع الفتح في الأحساء. واصل الاتفاق مسيرته المميزة رفقة بيرناس، وتفوق على الاتحاد بهدف نظيف، قبل أن يتعادل سلبيا مع الباطن، ويتفوق على الرائد بهدفين خارج أرضه. التراجع في النتائج بدأ منذ تعرض الفريق الاتفاقي لخسارة وصفها الجميع بالمفاجأة أمام أُحد متذيل الترتيب العام بهدفين مقابل واحد في الجولة ال (18) من منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، قبل أن يكتفي بالتعادل أمام الفيحاء بهدف لمثله، ويتعرض بعدها لخسارة كبيرة أمام الفيصلي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، أعقبها تعادل غير مرضٍ أمام الحزم بهدف لمثله، وخسارة قاسية أمام التعاون بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، فتحت الكثير من التساؤلات، حول الأسباب التي تؤدي إلى فترات التراجع لدى الفريق الاتفاقي، وهل تغيير المدربين بات هو الحل الأفضل في مثل هذه الحالات، كما تكرر كثيرا منذ عودة الفريق لدوري الأضواء. وبين حيرة جماهيرية كبيرة، وخوف من التراجع بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة، حيث يحتل الفريق حاليا المركز التاسع برصيد (28) نقطة، وهو مهدد بالتأخر أكثر في سلم الترتيب العام، إذا ما استمر في مسلسل عدم تحقيق الانتصارات، التي استمرت على مدار (5) جولات متتالية. الاتفاق يمتلك لاعبين من أصحاب الإمكانات العالية، فالجزائري رايس مبولحي هو أحد أفضل الحراس الأجانب في الدوري السعودي، والأرجنتيني كريستيان جوانكا واحد من أبرز المنافسين على لقب الهداف، رغم أنه لاعب وسط وليس مهاجما صريحا، إضافة لتميز باقي المحترفين الأجانب بما فيهم الوافد الجديد أحمد العكايشي، وكذلك اللاعبون المحليون، وضع الكثير من علامات الاستفهام لدى جماهيره حول ما يمر به الفريق، لتشتعل وسائل التواصل الاجتماعي، التي طالب عشاق الفريق من خلالها بإيضاح من الإدارة الاتفاقية حول الأسباب الحقيقية لذلك، وسط تأكيدات على وجوب وجود شخص قادر على تحفيز اللاعبين من الناحية النفسية، وتهيئتهم لخوض مختلف التحديات خلال المرحلة المقبلة.