بعد عدة أيام وفي منتصف الشهر الحالي ينطلق موسم الشرقية والذي يعتبر أول مواسم السعودية التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ويضم هذا الحدث مجموعة ضخمة من الفعاليات المتنوعة الثقافية والرياضية والترفيهية والموسيقية، بالإضافة للمنتديات والمعارض، وذلك في عدة مدن بالمنطقة الشرقية، وفي هذا المقال سأتطرق لأهمية تواجد هذا الموسم ابتداء من المنطقة الشرقية، بالإضافة لمدى تأثيره اقتصاديا على المنطقة. تعتبر المنطقة الشرقية من أهم المناطق ريادة في مختلف المجالات على مستوى المملكة، وتتميز المنطقة بخصائص اقتصادية عديدة مما جعلها مركزا من أهم المراكز لأهم الصناعات على المستوى العالمي، وتقع المنطقة في موقع جغرافي مميز كواجهة للمملكة لقربها من دول مجلس التعاون الخليجي، وللمنطقة نصيب كبير في إنجازات عديدة تم تحقيقها خلال السنوات السابقة، وهناك حرص دائم ومتابعة مستمرة لجميع الإنجازات التي يتم تحقيقها محليا وعالميا من أبناء المنطقة وكياناتها من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف آل سعود «حفظه الله»، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان آل سعود «حفظه الله»، وهذا الحرص ليس بمستغرب من قادتنا. منذ الإعلان عن برنامج جودة الحياة والذي يعنى بتحسين نمط حياة الفرد والمجتمع، لمسنا اهتماما كبيرا من إمارة المنطقة في هذا الملف الحيوي، ومن هنا نجد أن موسم الشرقية سيساهم في تفعيل تحقيق العديد من أهداف هذا البرنامج المهم والذي يعتبر إحدى ركائز رؤية المملكة 2030، والشاهد على ذلك نجده في التحرك اللافت خلال الأيام السابقة بالمنطقة، بالإضافة للاهتمام الكبير من أمير المنطقة ونائبه في كل الأمور المعنية بهذا الحدث قبل انطلاقه رسميا. مثل هذا الحدث ستكون له فوائد اقتصادية عديدة على المنطقة في مجال دعم السياحة الداخلية، وسيساهم في دوران جزء من المبالغ التي تُصرف على السياحة خارج المنطقة حتى ولو كانت بنسبة بسيطة، وسيساهم في دعم كبير لقطاع الترفيه والذي يعتبر من القطاعات الحديثة في المملكة، وبالإضافة لذلك سيساهم في تنشيط العديد من القطاعات بالمنطقة كقطاع النقل والخدمات اللوجستية والتجزئة، وستكون له مساهمة في توفير عدد مهم من الوظائف المؤقتة بالمنطقة والتي من خلالها سيكون هناك انعكاس كبير على زيادة التراكم المعرفي لأبناء المنطقة من الجنسين في مجالات وظيفية عديدة مما يساهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم. صناعة القيادات والمواهب أصبحت ميزة تنافسية مرتبطة بالمنطقة الشرقية في شتى المجالات مما جعلها منبعا رئيسيا لذلك، وأنا على ثقة بأن رياديي المنطقة من الجنسين سيستغلون أيام هذا الحدث في استخدام التطور التكنولوجي في مختلف الجوانب مثل الضيافة وتنظيم الفعاليات والأنشطة الرياضية المختلفة، ومنها ستكون الانطلاقة بإذن الله لأعمالهم بعد إتمام قصة نجاح عملية واقعية لهم من فعاليات هذا الموسم. ما شاهدته في الأيام السابقة من تحرك واهتمام كبير قبل بداية انطلاق موسم الشرقية، أرى من خلاله أننا مقبلون على مهرجان سياحي مميز يستهدف العديد من الزوار السعوديين والخليجيين، ومن خلاله سنرى على الواقع إبداعات وجهود المتطوعين من أبناء المنطقة الحريصين على خدمة زوارها وتحمل مسؤولية المهام والواجبات المسندة إليهم. ختاما.. الإمكانات التي نمتلكها في المنطقة الشرقية كبيرة ولله الحمد بالإضافة للدعم المستمر من أمير المنطقة ونائبه، ولدينا نماذج نفتخر بها ومؤهلة لتحقيق نجاحات أكبر للمنطقة سواء أكان ذلك إقليميا أو عالميا، وبذلك أتشرف بأن أكون أول المهنئين بنجاح موسم الشرقية وتميزه بإذن الله وذلك قبل انطلاقه.