قال خبيران في الشؤون الإيرانية: إن إيران تمارس منذ سنوات دورا تخريبيا بالقارة الإفريقية، من خلال دعم وتمويل الحركات الانفصالية والجماعات الإرهابية، مؤكدين أن كشف فضيحة تورط السفير الإيراني في كينيا أثناء محاولته تهريب عنصرين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمعتقلين بتهم تتعلق بالإرهاب، يأتي في سياق الدور الإيراني التخريبي في العالم. » سعي محموم يقول خبير الشؤون الإيرانية هشام البقلي: تسعى إيران دوما للتواجد في المناطق التي تشهد اضطرابات وقلاقل، ومن بينها عدد من دول القارة الإفريقية إذ تسعى للتواجد في كينيا للحفاظ على دورها في دعم ما يطلق عليها «حركة شباب المجاهدين في الصومال»، وهو أسلوب نظام الملالي في كافة دول العالم وليس إفريقيا فحسب، إذ يعد الداعم الأبرز بالسلاح والمال لكافة التنظيمات المتطرفة بغرض إيجاد دور لها في حال سقوط الأنظمة الحاكمة. وأشار البقلي إلى أن المخطط الإيراني للتواجد في إفريقيا لم يقتصر على كينياوالصومال، بل سعت أيضا ليكون لها دور بارز في دعم جبهة البوليساريو لإشعال أزمة الجزائر والمغرب أي أن البوصلة الإيرانية تتجه صوب كافة المناطق التي تتوقع فيها اندلاع أزمات كبرى بغرض إشعالها، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها تورط دبلوماسيين إيرانيين في دعم وتمويل الإرهاب، إذ قبل شهور اكتشف تكوين نظام الملالي شبكات تجسس في عدد من الدول الأوروبية وعن طريق السفارات الإيرانية، كما تولى دبلوماسيون إيرانيون تجنيد عملاء أوروبيين كان يشرف على تدريبهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني، فضلا عن تكوين عصابات إجرامية لتنفيذ الاغتيالات وغسيل الأموال، ما يؤكد الدور المشبوه للدبلوماسية الإيرانية في إبرام صفقات قذرة. » دور إرهابي وفي السياق، أوضحت الباحثة في الشؤون الإيرانية د. نورهان إبراهيم، أن إيران لها دور مؤثر في انتشار الإرهاب بالعالم وليس في إفريقيا فحسب، وهي تستهدف دورا سياسيا بغرض وضع أقدام لها في دول تعيش على وقع الاضطرابات، فضلا عن رغبتها في المغانم الاقتصادية إذ تحتضن أراضي هذه الدول ثروات من اليورانيوم والألماس، كما ينشط النظام الإيراني بقوة في القارة السمراء خلال الأعوام الأخيرة، وكان له حضور في الأزمات الكبرى، وهي ليست المرة الأولى التي يخترق فيها نظام الملالي كينيا، ففي العام الماضي حذرت الشرطة الدولية «الإنتربول» مسؤولين إيرانيين من محاولة رشوة مسؤولين في أجهزة رسمية كينية لإطلاق سراح الشخصين اللذين حاول السفير الإيراني في نيروبي تهريبهما، وهما من فيلق القدس التابع للحرس الثوري ومعتقلين بتهم تتعلق بالإرهاب.