ثمن مسؤولون مصريون وعرب حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة «العربية - الأوروبية» بمدينة شرم الشيخ المصرية، مؤكدين أهمية الدور السعودي في المساهمة بقوة في حل كافة قضايا المنطقة. أواصر التعاون أعرب رئيس مجلس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي عن ترحيب مصر قيادة وشعبا بالملك سلمان، معربا عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية وأواصر التعاون المتميز التي ربطت مصر والمملكة على مر العصور. وأشار رئيس الوزراء إلى جوانب التعاون القائم بين البلدين، ومنها إنشاء جامعة الملك سلمان في سيناء، مؤكدا تطلع مصر لتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. مواجهة الإرهاب وقال المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري المستشار نادر سعد إن الملك سلمان عبّر عن سروره بمسار العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة، لا سيما وأنها حققت طفرات كبرى في عهد أخيه الرئيس السيسي. وأكد أن خادم الحرمين الشريفين شدد على رغبة المملكة في دفع التعاون بين البلدين بما يعود بالنفع ليس على مصر والمملكة فحسب، وإنما على العالمين العربي والإسلامي، كما أن الملك سلمان حذر الأمة العربية مما تواجه من تحديات كثيرة وخطيرة تهدد الأمن القومي العربي، لافتا إلى أنه يقع على المملكة ومصر عبء كبير لمواجهة تلك التحديات، مضيفا أنه من المهم أيضا أن نكثف جهودنا لمواجهة الإرهاب. وثمن المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري مواقف المملكة إذ شجبت وأدانت الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر مؤخرا، كما تضع إمكاناتها في خدمة مصر في حربها ضد الإرهاب. العلاقات الثنائية وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عقد جلسة مباحثات ثنائية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فور وصوله إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة «العربية - الأوروبية»، مشيرا إلى أن جلسة المباحثات الثنائية تلتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنسيق المواقف إزاء الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وقال راضي إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعرب عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادة وشعبا للملك سلمان بن عبدالعزيز وللأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، مؤكدا أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بينهما حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الإستراتيجي الراسخ بينهما ويعزز من وحدة الصف العربي - الإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن. وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية: إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رحب بزيارة خادم الحرمين الشريفين ضيفا عزيزا على مصر، لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط العديد من التطورات المتلاحقة. وأضاف راضي أن المباحثات تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما. قضايا المنطقة وأضاف أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا وأمن البحر الأحمر والقضية الفلسطينية، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على مواصلة بذل الجهود المشتركة سعيا نحو التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية، لا سيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة تكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي. كما تم التوافق في هذا السياق بشأن تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشئون السيادية لدول المنطقة ومحاولات بث الفرقة بينها، والتي أفضت مؤخرا إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها، حيث شدد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج كامتداد للأمن القومي المصري ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره. وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي تبادلا وجهات النظر بشأن آفاق التعاون بين البلدين في إفريقيا، لا سيما في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقي، وذلك عن طريق استثمار الفرص التنموية الواعدة والوفيرة بالقارة، فضلا عن العمل على صيانة استقرارها وأمنها. الثقل السعودي وقال مساعد وزير الخارجية السابق السفير إبراهيم الشويمي إن حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة «العربية - الأوروبية» أضاف لها كثيرا إذ تعد المملكة شريكا رئيسا في حلول كافة القضايا العربية إذ لها دور بارز في التصدي لخطر إيران في تقسيم اليمن عن طريق دعم وتمويل ميليشيا الحوثي، وتمكن التحالف العربي بقيادة المملكة من التصدي بقوة لمؤامرة إيران بتمزيق الدولة العربية الشقيقة، كما تدعم المملكة كافة جهود السلام لحل القضية الفلسطينية ولها مواقف قوية في القضايا الليبية والسورية والعراقية وغيرها، لذا فإن حرص خادم الحرمين على المشاركة أولا تقديرا لمصر التي ترتبط بالمملكة بعلاقات قوية تعد نموذجا في الوطن العربي، فضلا عن أن الدور السعودي هام جدا في القضايا محور النقاش التي تتعلق بالإرهاب والتصدي للقوى الإقليمية. ويرى نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية بالقاهرة مختار غباشي أن حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قمة شرم الشيخ أعطاها ثقلا كبيرا خاصة أن مصر والمملكة هما جناحا الأمة العربية، مؤكدا أن «القمة العربية - الأوروبية» تحظى بأهمية كبرى في ظل تعقيدات الأزمات العربية الراهنة وتدخل قوى إقليمية مثل إيرانوتركيا، فضلا عن تنامي دور قطر في دعم وتمويل الإرهاب. البحر والخليج وعن تأكيد القمة السعودية - المصرية على أهمية إنشاء مجلس الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن. قال خبراء إنه يعد رسالة تحذير قوية للدول التي تهدد أمن المنطقة خصوصا إيران من خلال تدخلها في أزمة اليمن، كما أنه بمثابة خطوة مهمة للحفاظ على استقرار الحدود والسواحل وتأمين ممرات التجارة الدولية، إضافة إلى دوره في تدعيم التعاون المشترك لحماية الأمن القومي العربي. بالغ الدقة وقال الخبير الإستراتيجي اللواء أحمد إبراهيم: هذا الكيان جاء بدعم سعودي قوي وهي فكرة رائعة تستحق الإشادة والتقدير للقيادة السعودية، مؤكدا أن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قطعت الطرق أمام المتربصين بالمنطقة، مشيرا إلى أن تكوين هذا التحالف جاء في وقت بالغ الدقة والحساسية خصوصا في ظل الأطماع الخطيرة التي تهدد استقرار الوطن العربي والمتمثلة في إيران على وجه التحديد التي زرعت ميليشيا الحوثي من أجل تقسيم اليمن، لافتا إلى أن أمن البحر الأحمر كان يتطلب منذ فترة طويلة اهتماما أكبر من الدول التي تطل على شواطئه من خلال التنسيق والتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والإستراتيجية للحد من تأثير التهديدات الإيرانية والتدخلات التركية. وأوضح إبراهيم أن نظام الملالي سعى لفرض هيمنته على اليمن وكان ميناء الحديدة منفذا إستراتيجيا استغله في تنفيذ مخططاته لذا فإن تجريد الحوثيين من السيطرة على هذا الميناء بعد محادثات السويد ثم قوة كيان البحر الأحمر يضمن تقليم الأظافر الإيرانية في المنطقة. وأشار الخبير الإستراتيجي إلى أن إيران سعت إلى التواجد في الصومال وإريتريا، فيما أقامت تركيا قواعد عسكرية في جيبوتي، مؤكدا أن إيرانوتركيا من القوى الإقليمية المتآمرة التي تخطط للسيطرة على سواحل البحر الأحمر من أجل تهديد دول المنطقة والعبث بالأمن وتهديد ممرات الملاحة والتجارة الدولية، كما أن قطر ليست بعيدة عن هذه المؤامرة إذ أن هناك تواجدا قطريا في جزر حنيش على السواحل اليمنية، ما يشير إلى أن مخططا كان يتم تدبيره بدقة للسيطرة على البحر الأحمر، مؤكدا أن كيان البحر الأحمر سيردع كافة هذه المخططات. رسائل قوية واضاف أن تحرك «المملكة ومصر» لبلورة أهدافهما بحماية سواحل البحر الأحمر عن طريق إطلاق هذا الكيان المهم يؤكد أن مخاطر الدول المتآمرة باتت مفضوحة، وأنه لا بد من توجيه رسائل قوية للقوى المعادية بأن هناك من سيتصدى لها وسيردع أطماعها، مشيرا إلى أنه يجب أن يحظى هذا الكيان بدعم واهتمام دولي لأنه يحافظ على أهم ممرات التجارة العالمية، ويضمن استقرار المنطقة. التجارة الدولية وترى خبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية د. أماني الطويل أن غياب الاهتمام بأمن البحر الأحمر وباب المندب أسفر عن فراغ أدى إلى تدخل أطراف إقليمية خصوصا من إيرانوتركيا اللتين رفعتا سقف أطماعهما وبدأ كل منهما في وضع أذرع له بعدد من دول المنطقة، مؤكدة أن كيان البحر الأحمر سيضمن الحفاظ على أمن وسلامة التجارة الدولية، مشيرة إلى أن المملكة ومصر هما أكبر دولتين مشاطئتين على سواحل البحر الأحمر لذا فإن التنسيق بينهما مستمر في هذا الملف المهم.