قال عدد من الخبراء في الشؤون السياسية: إن القمة السعودية المصرية، التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة «نيوم» تأتي في وقت بالغ الدقة والحساسية للوطن العربي، الذي يشتعل بعدد من القضايا المصيرية، مؤكدين أن اللقاء في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الرياضوالقاهرة لحفظ استقرار المنطقة، لاسيما بعد محاولة إيران تهديد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب. محاور القمة ويرى خبير الشؤون العربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د. محمد عز العرب أن هناك محورين أساسيين لزيارة الرئيس السيسي إلى المملكة، الأول هو طرح الرؤية المصرية والمشاورات، التي تجريها القاهرة في هذه المرحلة لتقريب وجهات النظر بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وحزب المؤتمر الشعبي من أجل توحيد الجبهة اليمنية على المستوى السياسي والاستراتيجي والعسكري لمواجهة ميليشيا الحوثيين لاستعادة الشرعية داخل اليمن. وأشار عز العرب إلى أن لقاء خادم الحرمين الشريفين، والرئيس السيسي جاء بعد ساعات من لقاء الأخير بالرئيس اليمني في القاهرة ما يؤكد أن القمة السعودية المصرية تطرقت إلى الأزمة اليمنية والتوصل إلى حلول ناجزة، لاسيما أن الموقف المصري في هذا الشأن يتقارب بشدة مع نظيره السعودي، خصوصا بعد تهديدات إيران لأمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب إذ تخطط طهران لعرقلة الملاحة فيه. وعن المحور الثاني للقاء الملك سلمان والرئيس السيسي، قال خبير الشؤون العربية: إنه يرتبط بأن السيسي أول رئيس يزور مدينة «نيوم» وأول ضيف يستقبله خادم الحرمين الشريفين في هذا المشروع السياحي العملاق، الذي طرحه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أكتوبر الماضي، وتبلغ استثماراته نحو 500 مليار دولار، ما يؤكد تقدير الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس المصري. وشدد د. محمد عز العرب على أن زيارة السيسي إلى المملكة تعكس تقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وللمملكة بوصفها شريكا استراتيجيا في هذا المشروع الضخم، الذي يحمل الخير للسعودية ومصر والأردن. تطابق الرؤى وأضاف وزير الخارجية المصري السابق السفير محمد العرابي: إن العلاقات المصرية السعودية تشهد تعاونا وتشاورا بشكل دائم، وأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى مدينة «نيوم» تأتي تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أجل مناقشة عدد من القضايا الملتهبة في المنطقة العربية، ويأتي في مقدمتها خطورة الدور الإيراني على أمن واستقرار المنطقة العربية وتهديد مضيق باب المندب عن طريق تزويد ميليشيا الحوثي بالأسلحة والصواريخ لإطلاقها باتجاه الأراضي السعودية، لافتا إلى أن الأزمة اليمنية طرحت نفسها بقوة على طاولة النقاش، خاصة في ظل تطابق الرؤى ووجهات النظر في هذه القضية الشائكة، التي تبذل فيها كل من القاهرةوالرياض جهودا كبيرة من أجل منع أي تغلغل لقوى أقليمية غير عربية داخل الأراضي اليمنية. وأشار العرابي إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو أول رئيس يزور مشروع «نيوم» العملاق، وهذا يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، فضلا عن أنه يؤكد الشراكة الاقتصادية بين البلدين الشقيقين بعد أن أشارت التقارير إلى أن «نيوم» سيوفر آلاف فرص العمل للشباب وسيدفع الاقتصاد وسيحول هذه المنطقة على ساحل البحر الأحمر إلى أهم بقعة سياحية في الشرق الأوسط ما سيعود بالخير في المستقبل لأبناء المملكة ومصر والأردن. التوهم الإيراني ويرى خبير العلوم السياسية د. جهاد عودة أن القمة السعودية المصرية توجه رسائل تحذير قوية لإيران، التي تتوهم أن بمقدورها العبث بالمنطقة العربية، مشددا على أن قوة «الرياضوالقاهرة» بمثابة عامل ردع قوي للتآمر الإيراني، الذي بات يظهر وجهه القبيح عندما زود ميليشيا الحوثي بالأسلحة لإطلاقها على ناقلات النفط السعودية في باب المندب ما يعني أن النظام الملالي يخطط لإشعال المنطقة ووضعها على فوهة بركان، لافتا إلى أن تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة عن أمن البحر الأحمر والتصدي لأية مطامع من دول غير عربية ثم زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة «نيوم» بعد ساعات من استقباله الرئيس اليمني في القاهرة كلها في إطار المشاورات والتحركات السعودية المصرية لحل أزمة اليمن والتصدي لإيران بعد أن باتت خطرا داهما على أمن واستقرار المنطقة العربية.