منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي في الأسبوع الماضي عن (صفقة القرن) والعالم يرصد أصداء التفاعل مع تلك الصفقة والتي قوبلت برفض تام وغضب شديد من قبل الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني الذي صرح بعد إعلان الصفقة بأن «القدس ليست للبيع» وأن الفلسطينيين سيتجهون إلى محكمة العدل الدولية. موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ ولم يتغير عبر التاريخ فهي تبذل جهوداً كبيرة منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (يرحمه الله) وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) والذي بادر فور الإعلان عن تلك الخطة بالاتصال بالقيادة الفلسطينية ليؤكد لها ثبات موقف المملكة من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ودعمها لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق والوقوف إلى جانبه في كافة المحافل الدولية لنيل حقوقه المشروعة وهي باستمرار تؤكد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ومن بين تلك الجهود تقديمها لمبادرة السلام العربية عام 2002 وتأكيدها مؤخرًا في مؤتمر القمة العربي الطارئ في مكةالمكرمة العام الماضي بأن «القضية الفلسطينية تبقى القضية الأولى للمملكة إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة» داعية إلى مفاوضات مباشرة للسلام برعاية أمريكية ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة المطروحة من خلال المفاوضات. أول أمس (السبت) رفض مجلس الجامعة العربية خلال الاجتماع الطارئ الذي عقده لبحث إعلان الإدارة الأمريكية خطتها للسلام تلك الصفقة باعتبارها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني وتخالف مرجعيات السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، وخلال ترؤسه وفد المملكة أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله بأن المملكة لن تتوانى أو تتأخر في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق بكافة الطرق والوسائل لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة بكامل السيادة على كافة الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية، وقد أشار في كلمته إلى (أن السعودية وانطلاقًا من موقفها الداعم للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس تؤكد مجددًا وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم خياراته لتحقيق آماله وتطلعاته، كما تؤكد أنها لا تزال ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق على كافة الأصعدة، وما يتوصل إليه الأشقاء الفلسطينيون، وستظل داعمة لقراراتهم الوطنية). تعتبر المملكة من أوائل الدول التي قدمت الدعم للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ نشأة القضية الفلسطينية والتي تحتل مكان الصدارة في اهتمامات المملكة وقد قامت بدعم تلك القضية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إيماناً منها بأن جهودها من أجل فلسطين تمثل واجباً تفرضه عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتيها العربية والإسلامية.