نظمت غرفة الأحساء مؤخرا ورشة فاعلة لمناقشة الأزمة التي يمر بها مطار الأحساء حاليا ممثلة في لجنة السياحة والترفيه تحت عنوان «مطار الأحساء بلا رحلات دولية»، وواقع الأمر أن هذا المطار يعاني بالفعل من أزمة مشهودة وملحوظة تحول دون تفعيل دوره المطلوب لمواكبة الإنجازات الباهرة التي تحقق الكثير منها ومازال بعضها تحت التنفيذ برعاية دؤوبة واهتمام كبير من لدن القيادة الرشيدة التي لا تألو جهدا في دفع عجلة التنمية إلى الأمام بالسرعة المتوخاة في محافظة الأحساء أسوة ببقية مناطق ومحافظات ومدن المملكة في عهد ميمون وزاهر تتصاعد من خلاله وتيرة النهضة المباركة في مختلف مجالات وميادين تلك الوتيرة، وهذا ما يشاهده أهالي هذه المحافظة الوادعة بعيونهم المجردة. ومن المعروف أن واحة الأحساء تشهد حاليا قفزة رائعة في مجال صناعة السياحة، وبها من المقومات والمحفزات ما يؤهلها باطمئنان وثقة لتغدو محط جذب سياحي سواء لأبناء المملكة أو أبناء الدول الخليجية والعربية، وقد يمتد هذا الجذب إلى دول أجنبية صديقة، ومن تلك المقومات كما هو معروف ما تزخر به الواحة من مراكز تراثية هامة أهلتها من قبل منظمة اليونيسكو العالمية عندما اختارتها لتغدو واحدة من المناطق التراثية الحيوية في العالم، وهي تستحق بالفعل الحصول على هذا المركز المرموق. ولايمكن أن تنجح المسيرة السياحية المظفرة في هذه الواحة دون وجود مطار دولي فيها، والأمل معقود على هيئة الطيران المدني لتدارس إمكانية تحويل مطارالأحساء إلى مطار دولي، وأظن أن المعضلة تكمن في تقاعس واضح من قبل الشركات والجهات المعنية في مغادرة وعودة موظفيها من وإلى المطار، كما أن التقاعس يبدو واضحا في عدم تفعيل أدوار مكاتب السفر والسياحة بالواحة، ولاشك أن شركات الطيران وأهالي الواحة أيضا تقع عليهم مسؤوليات مباشرة لمعالجة مشكلة العزوف عن السفر من خلال هذا المطار. وأظن من وجهة نظري الخاصة أن المطار يمر بمرحلة حرجة قد تحولت إلى أزمة حقيقية تتطلب تضافرا من جميع المسؤولين للخروج برؤية واضحة ومبادرات فاعلة يتحقق معها العثورعلى حلول عاجلة وناجعة لتلك الأزمة، فلابد من هذا المنطلق أن تتحرك جميع الجهات والأطراف الفاعلة والمسؤولة والمعنية لتحريك عجلة النقل الجوي في هذا المطار، ولا شك أن المسؤولين بالشركات ذات الصلة والمندوبين والممثلين لشركات الطيران ومكاتب السفر والسياحة بالأحساء تقع عليهم مسؤوليات خاصة لاحتواء تلك الأزمة. ويقع على المستثمرين في مجالات النقل الجوي المختلفة مسؤولية أيضا، فالمطار يعاني بالفعل الأمرين من تقليص عدد الرحلات وانسحاب العديد من شركات الطيران، وتلك معاناة تهدد الأوضاع التشغيلية في هذا المطار الذي يتوق أهالي الأحساء إلى تحويله إلى مطار دولي، وتجهض الكثير من الطموحات المأمولة المتعلقة بهذا التحويل الذي مازال معلقا، فالمحافظة بحاجة ماسة إلى هذا التحويل المنشود الذي سوف يسهم دون أدنى شك في دفع حركة التنمية الاقتصادية والسياحية في هذا الجزء العزيز من بلادنا الفتية مواكبة لكل الإنجازات الرائعة التي تشهدها المملكة في عهدها الميمون الحاضر. وتبقى فكرة تحويل مطار الأحساء إلى مطار دولي حلما يراود أبناء محافظة الأحساء لاسيما في ظل المساعي الحثيثة والحميدة من قبل القيادة الرشيدة بتحويل قطاع السياحة إلى صناعة فاعلة ومؤثرة في ظل التوجه السديد لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد من جانب، ونظرا لأن واحة الأحساء الخضراء بها سائر مقومات السياحة التي يمكن أن تقوم على قواعدها تلك الصناعة الواعدة في جزء عزيز من أجزاء هذا الوطن المعطاء من جانب آخر.