أكد المشاركون في ورشة عمل (مطار الأحساء الدولي بلا رحلات دولية)، أن مشكلة المطار الحالية أكثر تعقيدًا وتشعبًا مما يُظن ويُتوقع بسبب تنوّع مشكلاته وتداخل المسؤوليات والاختصاصات، فضلًا عن ارتفاع التكاليف من حيث أسعار وقود الطائرات، ورسوم الخدمات الأرضية وتكاليف ورسوم خدمات المطار المختلفة مقارنة بمثله من مطارات المملكة، وهو ما أدى إلى انسحاب شركات الطيران الأجنبية من العمل فيه وتوقف جميع الرحلات الدولية، مؤكدين أن إنعاش مطار الأحساء الدولي يتطلب حلولًا عاجلة تقتضي تدخل الهيئة العامة للطيران المدني لتقديم حوافز وتسهيلات تقلل تكاليف تشغيل المطار وتجذب شركات الطيران المحلية والأجنبية لتسيير رحلات دولية من المطار بأسعار تذاكر منافسة ومواعيد رحلات مناسبة ووجهات مدروسة ومشجعة وكذلك حث وكالات ومكاتب السفر والسياحة والشركات والمواطنين والمقيمين بالأحساء على جعل المطار خيارهم الأول لرحلاتهم الجوية. وجاءت الورشة التي نظمتها لجنة السياحة والترفيه بغرفة الأحساء مؤخرًا لبحث وضع المطار وأهمية تفعيل دوره لمواجهة حركة التنمية والنمو والتطور الواسعة بالأحساء ومواكبة إنجازات واستحقاقات الواحة السياحية والتراثية العربية والعالمية، وذلك بحضور عبداللطيف العرفج رئيس مجلس إدارة الغرفة، ونائبه عبدالعزيز الموسى وعدد من أعضاء المجلس وأعضاء اللجنة وممثلي عدد من شركات الطيران ومكاتب ووكالات الحجز والسفر والنقل الجوي بالأحساء والإعلاميين والمهتمين. وخلال الورشة أكد العرفج على الدور المهم لصناعة النقل الجوي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والسياحية بالمنطقة، مبينًا أن مطار الأحساء ما يزال دون المستوى المأمول بسبب جملة من العقبات والمشكلات المتشعبة، مناشدًا الطيران المدني بالتدخل العاجل لتدارك الوضع الحالي للمطار سواء بتقديم جملة من الإعفاءات والحوافز والتسهيلات لشركات الطيران المحلية والأجنبية أو التوجه إلى خصخصة المطار أسوة بمطار الدمام الدولي، مؤكدًا أن الوضع الحالي للمطار لا يناسب الأحساء ولا استحقاقاتها وإنجازاتها ولا مستقبلها الواعد. وأوضح محمد العفالق رئيس اللجنة أن أي حديث عن عدم وجود ركاب مسافرين من الأحساء هو كلام مردود ولا أساس له من الصحة، لأن الأحساء بها أكثر من 1.25 مليون نسمة وعدد من الشركات الكبيرة، مبينًا أن الوضع التشغيلي للمطار يمر بمرحلة صعبة، تتطلب تضافر الجهود للخروج برؤية واضحة ومبادرات عاجلة من أجل معالجة وضعه الحالي، مشيرًا إلى أنه وجد مؤخرًا وعودًا طيبة من مسؤولي الطيران المدني بخصوص المطار لمواكبة استحقاق اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية لعام الحالي 2019. من جانبه أكد عبدالله النشوان أمين عام الغرفة أن الغرفة بذلت جهودًا هائلة لعدة سنوات من أجل تحويل المطار إلى دولي ودعم تجربة تشغيله دوليًا وحثت في هذا الإطار جميع الأطراف بالأحساء للتفاعل والتعاون مع مرحلة تحول المطار إلى دولي، إلا أنها تتفاجأ كل يوم بتعثر جديد للمطار وانحسار الرحلات الدولية فيه حتى تلاشت، لذلك ينبغي علينا جميعًا العمل معا على تدارك هذا التراجع وفي أسرع وقت ممكن داعيًا للنظر في إدراج المطار ضمن استراتيجية الهيئة العامة للطيران المدني لتطوير ودعم النقل الداخلي الجوي بخصوص الخطوط منخفضة الحركة. وأكد المشاركون في الورشة ضرورة إطلاق حملة مجتمعية ترويجية واسعة للمطار تشارك فيها جميع شرائح ومكونات وأفراد مجتمع الأحساء من جهات ومؤسسات عامة وحكومية وقطاع خاص ورجال أعمال وهيئات أهلية وإعلامية وخيرية ووسائل تواصل اجتماعي بهدف إعادة الثقة للمطار وشركات الطيران المحلية والأجنبية.