هكذا هو ديدن حكومتنا الرشيدة بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في تحقيق الأمن والأمان والرخاء والاستقرار للبلاد والعباد، وهذا ما ترجم أخيرا في افتتاح مشروع تطوير وسط العوامية الذي تم قبل عدة أيام وسط حضور أهالي وأبناء المنطقة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله-. لم يتمالك أهالي منطقة القطيف والعوامية تحديدا من التعبير عن مدى فرحهم الغامر وسعادتهم البالغة بهذا الإنجاز التاريخي وتحويل هذه المنطقة العشوائية (حي المسورة سابقا) والتي كانت تعج بالإرهابيين وبالمجرمين المسلحين وغير المؤهلة للعيش فيها إلى منطقة مشروع حضاري تراثي عملاق سيستفيد منه أهالي وأبناء العوامية مما سيعود بالنفع والفائدة لهم، هذا التحول الذي حدث لمنطقة وسط العوامية كان تحولا حضاريا وعمرانيا على أعلى الطرز والمستويات مع إبقاء المقدرات والمكونات الأساسية كالمساجد والعيون المائية والأبراج التي بقيت كما هي، إذ تم تعويض جميع ملاك العقارات التي كانت في هذه المنطقة تعويضات كاملة واستلموها قبل البدء في هذا المشروع الحيوي، جهود جبارة ومضنية ومتواصلة وبدون توقف قامت بها وأشرفت وسهرت عليها سواعد وطنية قامت بإنجازه في مدة قصيرة بلغت أقل من عام واحد ولمساحة تقدر بأكثر من 180 ألف متر وبمواصفات جودة وسلامة عالية حتى تم افتتاحه في وقت قياسي لتتحول هذه المنطقة إلى رافد ومزار سياحي وثقافي وتجاري يخدم أهالي العوامية ورمزا بمحافظة القطيف يجمع أصالة التراث العريق، حيث استخدمت عدة عناصر في التصميم الخارجي، كالمعالم التاريخية مثل الأبراج، وعيون الماء القائمة التي ربطت ببعضها البعض بواسطة قنوات تحاكي القنوات المستخدمة قديما لري المزارع، والمركز الثقافي الذي سيكون نبراسا ومنطقة علمية، إلى جانب السوق الشعبي و94 ألف متر مربع من الحدائق والمتنزهات، كما استخدمت مواد طبيعية في المشروع، كالخشب والصخور لاستحداث بيئة تراثية. إن إتمام المشروع الجبار في هذه المدة القصيرة يعد إنجازا غير عادي بسبب توجيهات القيادة وبتعاون العديد من الجهات ذات العلاقة كأمانة المنطقة الشرقية ورجال الأمن الساهرين ليل نهار على تحقيق أمن وتطلعات القيادة وتحقيقا لرؤية المملكة 2030. افتتاح وتطوير هذا المشروع ليس الأول ولن يكون الأخير بالمنطقة، فالمشروعات ستتوالى في كل مناطق المملكة بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تتلمس احتياجات المواطنين وتسعى إلى تحقيق كل ما من شأنه إحساسهم بالأمن والرفاهية، فهذا المشروع الحلم الذي تحول إلى واقع ماثل أمامنا يشير إليه كل محب للتطور والنمو فإرادة وعزيمة مملكتنا قوية وواضحة الحمد لله في إحداث التغيير الشامل لهذه الأحياء العشوائية والتي كانت يوما من الأيام مصدرا أساسيا في إثارة الفوضى الأمنية والقلق والتوتر على مستوى المحافظة، ومشروع تطوير وسط العوامية سيكون منارة من المنارات بالمنطقة الشرقية وسيلبي طموح أهل المنطقة بتوفير بيئة ثقافية ترفيهية هادفة تستحضر عراقة الماضي وحلم مستقبل الأجيال.