أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع طفيف بلغ 52 نقطة، أي بنسبة 0.62%، والأهم من ذلك هو أن المؤشر العام نجح للأسبوع الثاني على التوالي في احترام دعم 8.500 نقطة، وهذا يعني أن هذا المستوى بدأ يكتسب القوة وهذا أمر إيجابي سيساعد السوق على مواصلة الصعود حتى مشارف 9.000 نقطة، لكن يحتاج إلى استمرار ارتفاع السيولة وتضافر جميع القطاعات لتزداد الإيجابية على الأداء، لكن سيكون هذا الأمر فيه نوع من التحدي في القترة الحالية، والتي تتزامن مع الإعلانات السنوية للشركات. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع المنصرم، فقد بلغت حوالي 14.2 مليار ريال، مقارنة بنحو 17.9 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التراجع اللافت في السيولة أمر غير جيد في ظاهر الأمر، لكن ربما يكون تصحيح السوق الذي حدث بداية الأسبوع الماضي وتجربة دعم 8.500 نقطة هو من تسبب في ضعف السيولة، وهذا أمر جيد لكن يحتاج إلى المزيد من التأكيد، وذلك بتسجيل السوق لقمم جديدة خلال هذا الأسبوع، وبسيولة أعلى من الأسبوع الماضي. وفي جميع الأحوال يجب مراقبة إعلانات الشركات خاصة القيادية منها؛ لأنها هي من ستتحكم بحركة السوق خلال الفترة الحالية سواء بالسلب أو بالإيجاب بالإضافة إلى مراقبة نقاط السوق المهمة وخاصة مستوى 8.500 نقطة. » التحليل الفني مثلما كان مستوى 8.500 نقطة مقاومة عنيفة دفعت السوق للتصحيح طوال الربع الرابع من العام الماضي كاملا، إلا أنه الآن وبعد اختراقه بنجاح أضحى مستوى دعم مفصلي لحركة السوق، فالبقاء فوق الدعم المذكور يعني أن المسار الصاعد للسوق ما زال مستمرا حتى مقاومة 9.000 نقطة أما كسره بسيولة عالية فتلك إشارة سلبية توحي بأن المؤشر العام بصدد التراجع حتى دعوم 8.200 نقطة وربما 8.000 نقطة وهذا من شأنه التأثير على أسعار الشركات خاصة المتضخمة منها بلا شك. أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المصارف ما زال يحاول اختراق مستوى 8.400 نقطة، لكن بسبب تضخم مؤشراته الفنية وضعف السيولة أجد أنه من الصعب عليه فعل ذلك، لكن في نفس الوقت لا يمكن الحديث عن هبوط متوقع على القطاع دون كسر دعم 8.100 نقطة حينها سيبدأ القطاع بالهبوط وهذا سيشكل ضغطا كبيرا على السوق. أيضا أجد أن قطاع المواد الأساسية قد تمكن بداية الأسبوع الماضي من اختراق مستوى 5.650 نقطة والمحافظة عليه لذا فأي تصحيح من غير كسر هذا الأخير يُعدّ تصحيحا طبيعيا وصحيا للقطاع ويهيئه للمزيد من الارتفاعات في الفترة القادمة. من جهة أخرى، أجد أن قطاع المرافق العامة قد بدأ التصحيح بالفعل وقد تمكن من احترام الدعم الأول عند مستوى 3.600 نقطة وفي هذا إشارة على أن القطاع قد لا يذهب دون ذلك المستوى لكن التصحيح لم ينته حتى الآن وربما يستمر بضعة أسابيع قبل أن يبدأ مسارا صاعدا سيساعد كثيرا المؤشر العام على تحقيق أهدافه العليا. » أسواق السلع العالمية ما زال خام برنت يتداول دون مستوى 63 دولارا، وهو المستوى الذي وصل إليه الأسبوع الماضي، لكنه لم يتمكن من اختراقه في حين أنه لم يكسر مستوى 60 دولارا ليتأكد لدي أن الخام دخل في مرحلة تصحيح بالفعل لكن هذا لم يحدث ليبقى الخام في مسار أفقي حتى الآن. في حين أن خام WTI كانت حركته أكثر وضوحا من سابقه، فبعد أن وصل للمقاومة الأولى عند 55.50 دولار بدأ بحركة تصحيحية واضحة المعالم وأعتقد أن هذا التصحيح قد يأخذ أسبوعين أو ثلاثة من الآن قبل أن يبدأ في مسار صاعد جديد قد يصل إلى مشارف 70 دولارا لكن المهم في الفترة الحالية ألا يتراجع بقوة ويكسر أدنى مستوى حققه خلال شهر ديسمبر الماضي.