أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع ملفت بلغ 125 نقطة أي بنسبة 1.50% تقريبا، وتأتي أهمية هذا الارتفاع بسبب اختراق مقاومة تاريخية لم يتمكن السوق من الثبات فوق منتصف العام الماضي عند 8.500 نقطة وبسيولة كانت أكبر من سيولة الأسابيع الماضية، ويبدو أن الإعلانات السنوية الجيدة للقياديات، بالإضافة إلى تحسن أسعار النفط كانتا خلف هذه النتيجة الجيدة، ورغم ذلك إلا أن الاستقرار فوق مستوى 8.500 نقطة مهم للغاية، حتى لا يكون ما حصل عبارة عن جر أرجل ثم يبدأ السوق بعد ذلك عملية تصحيحية تعود بالسوق دون المستوى المذكور آنفا، وهنا تبرز أهمية القياديات التي لم تحقق ارتفاعات كبيرة حتى الآن، وأعتقد أن الإعلانات السنوية الحالية ستلعب دورا محوريا في هذا الشأن. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت حوالي 17.9 مليار ريال مقارنة بنحو 14.1 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التحسن الكبير في السيولة يفسر حالة اختراق المقاومة المذكورة والإغلاق أعلى منها؛ لأنه بدون هذه السيولة الكبيرة لم يكن لتلك النتيجة أن تتحقق، وأعتقد أن هناك سيولة شرائية كبيرة دخلت السوق الأسبوع الماضي لأن حجم السيولة هذا كان الأكبر منذ أن لامس السوق مستوى 7.300 نقطة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وبدأت محافظ الدولة في الدخول لخلق حالة توازن للسوق وفي ذلك مثال حي على أن الأموال الذكية غالبا تستثمر الأزمات لتحقيق مكاسب عالية. » التحليل الفني لا شك في أن الاقتراب من مقاومة 8.500 نقطة مع ضعف السيولة الواضح كانا إشاراتين سلبيتين للسوق يجب أن ينتبه لهما المتداول الكريم، لكن الآن مع اختراق تلك المقاومة أصبح الوضع أكثر أمانا، لأن تلك المقاومة أصبحت دعما للسوق، لذا فالدخول أصبح منطقيا الآن، لكن لو لم يخترق السوق هذا المستوى وعاد للتراجع فسيعود لمشارف 8.050 نقطة، وحينها تصبح المخاطرة عالية. ومن المهم جدا مراقبة حركة القطاعات القيادية، لأنها هي من ستحدد حركة السوق في هذه المرحلة المفصلية، فقطاع البنوك مثلا وصل إلى مناطق قياسية لم يصلها منذ تغيير تقسيم قطاعات السوق قبل 3 سنوات، وهذا يتزامن مع تضخم المؤشرات الفنية بشكل كبير، ولهذا فإن القطاع مهيأ للهبوط بدرجة كبيرة خاصة إذا كسر دعم 8.100 نقطة وبقي أدنى منها فإنه حينها يكون المسار الهابط على المصارف بدأ بالفعل وهذا له تأثير سلبي على السوق. في المقابل، أجد أن قطاع المواد الأساسية كان له محاولات الأسبوع الماضي في اختراق مقاومة 5.650 نقطة، لكنها لم تنجح رغم الإعلان الجيد من شركة سابك، وفي هذا إشارة على أن القطاع مهيأ للهبوط أكثر حتى يخترق تلك المقاومة. ومن القطاعات المهم مراقبتها خلال الفترة الراهنة قطاع إدارة وتطوير العقارات، والذي يوحي رسمه البياني بأنه مهيأ أكثر لقيادة السوق خلال المرحلة القادمة أو على الأقل خلق حالة من التوازن لو تراجعت القطاعات الآنفة الذكر، وهذا الأمر وارد لو تمكن القطاع من اختراق مقاومة 3.400 نقطة واستقر أعلى منها حينها يتأكد المسار الصاعد ويرتفع التأثير الإيجابي للقطاع على السوق. » أسواق السلع العالمية ما زال خام برنت حتى الآن يتمسك بمستوى 63 دولارا وهو مستوى مقاومة مهم لن يتأكد استمرار الصعود دون اختراقها، لكن في نفس الوقت لن يكون هناك مسار تصحيحي واضح كسر مستوى 60 دولارا، وهذان الأمران لم يتحققا حتى الآن ولهذا فإن الخام في مسار أفقي حتى الآن. من جهة أخرى، أجد أن خام نايمكس حقق قمة جديدة هي الأعلى منذ شهرين ونصف الشهر تقريبا، وذلك رغم استمرار ارتفاع المخزونات التجارية الأمريكية وانخفاض الطلب على النفط، ولكن يبدو أن قرارات أوبك بخفض الإنتاج نهاية العام الماضي بدأت تؤتي أكلها، وأن الأسعار بدأت بالتحسن بالفعل، فنيا أجد أن الخام الأمريكي وصل لمقاومة مهمة عند 55.50 دولار ربما يبدأ بالتصحيح من عندها إذا فشل في اختراقها.