تتوسع دائرة تمدد إيران وأذرعتها في العالم، ليأتي إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن «حزب الله» ونظام إيران يتمتعان بنفوذ في فنزويلا وفي جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، وفي السياق رأت مصادر مراقبة عبر «اليوم» أن هذا الكلام يضع الحكومة الجديدة تحت المجهر الدولي، فيما اعتبرت أخرى أن على الحكومة اللبنانية أن تحمي البلاد من ذلك التأثير السلبي لسيطرة الحزب وإيران على القرار السيادي. » تحت المراقبة ويتوقف الكاتب والمحلل السياسي إلياس الزغبي عند المفارقة المثيرة للدهشة وهي أن الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله طالعنا في الآونة الأخيرة بمقولة إن لبنان في حاجة إلى سيادة حقيقية، وركز وشدد على عبارة «سيادة حقيقية»، قائلا: في الواقع أن كل المعلومات والمؤشرات تؤكد أن من يفرض السياسة اللبنانية هو «حزب الله» نفسه، لأنه ينفذ «تكليفا شرعيا» من مرجعيته الإيرانية بوظائف متعددة في الشرق الأوسط وتحديدا في بعض الدول العربية امتدادا إلى العالم، وليس مفاجئا أن تتوالى الأنباء عن دوره في أمريكا اللاتينية وبمشاركة إيران ورعايتها وتحديدا في فنزويلا، وقد كشف الحزب عن وجهه الحقيقي في هذا التورط من خلال تعاطفه العلني مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ورفضه لشرعية الشعب الفنزويلي التي اختارت زعيم المعارضة خوان غوايدو. » عين ساهرة ويضيف الزغبي: عين الولاياتالمتحدة ساهرة جدا على هذا الانتشار الخطير الذي تنفذه إيران عبر أذرعتها وفي مقدمتها «حزب الله»، لذلك سيكون لبنان عرضة لمراقبة شديدة لصيقة ومباشرة من قبل المجتمع الدولي عموما وتحديدا من جانب واشنطن خصوصا بعد مشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية الجديدة عبر وزارات حساسة ك«الصحة». ويشدد على أن لبنان بات الآن تحت المجهر الدولي ولا يستطيع أن يتمادى في توفير الغطاء الشرعي أو شبه الشرعي لنشاطات «حزب الله» الهدامة في الشرق الأوسط والعالم، لذلك فإن الحكومة الجديدة ستكون موضع اختبار قوي وحساس وبين خيارين في الثلاثة الأشهر المقبلة، فإما أن تنجح بيروت في امتصاص تأثيره السلبي بدفع إيراني مباشر، وإما أن تزداد سيطرة الحزب على القرارات السيادية وعندها ستكون العاقبة وخيمة على كل لبنان وليس فقط على «حزب الله».