يعتبر السرطان من أمراض العصر الذي انتشر بشكل واسع، والأرقام والإحصائيات تؤكد على أهمية الاهتمام بالجانب الصحي لدى الإنسان والانتباه للأسلوب الحياتي اليومي. ولا تكاد تخلو أسرة أن يكون لديها مصاب بالسرطان من الأقرباء البعيد منهم أو القريب -شفاهم الله وعافاهم-. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن النسبة الأعلى من المصابين هم من بلدان متوسطة الدخل والمنخفضة. وهو يصيب مختلف الأعمار بلا استثناء الأطفال والشباب والكبار والرجال والنساء. وأما عن سبب حديثنا عنه، فإن يوم 4 فبراير من كل سنة يوافق «اليوم العالمي للسرطان». والسرطان هو نمو الخلايا غير الطبيعية وانتشارها بطريقة لا يمكن التحكم بها. وبالإضافة إلى الجانب الصحي الإنساني، فهناك أيضا الجانب الاقتصادي، حيث إن العلاج يكون باهظ التكاليف جدا، ففي عام 2010 كلف المرض ما يقارب من 1.16 تريليون (ألف مليار) دولار أمريكي. وبحسب (جريدة مكة - 9 مايو 2018) تكلفة علاج السرطان 1.5 مليون ريال للشخص، ولكن عند الاكتشاف المبكر للمرض تصل إلى 200 ألف ريال، وهذا يدل على أهمية أن الإنسان يهتم للمؤشرات الصحية لجسده مبكرا. وهناك خيار للإنسان (بعد مشيئة الله) للوقاية من السرطان حين يتبع خطوات ونمطا صحيا للعيش، وكذلك فعالية النظام الصحي والفحوصات المنتظمة. وأيضا تجنب الأسباب أو العوامل المؤثرة مثل: التدخين بأنواعه (من الأسباب الرئيسية للسرطان) الإيجابي منه والسلبي (استنشاق دخان التبغ الذي يستخدمه الآخرون secondhand smoke، والكحوليات، والإشعاع المؤين (مثل: أشعة غاما والأشعة السينية)، والمواد والمسرطنات الكيميائية، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني، وزيادة الوزن وغيرها من العوامل. ومن المسائل المهمة التوعية والمعرفة والقراءة عنه وعن مسبباته، فالجهل هو عدو الإنسان، وهو سبب يؤثر في تأخير العلاج وفعاليته. ولابد من الرجوع إلى الأطباء والهيئات المختصين في هذا المجال لمعرفة العلم الصحيح في الوقاية والعلاج والشفاء منه بإذن الله. والمختصون يؤكدون على أهمية التشخيص المبكر للمرض، والانتباه لأعراضه حيث يساعد ذلك كثيرا على العلاج والشفاء. ويظل دائما (الوقاية خير من العلاج) الشعار الناجع في كثير من مسببات الأمراض. وقد قيل: درهم وقاية خير من قنطار علاج. أي بوضوح أكثر علينا تجنب المسببات والاهتمام بالصحة بشكل عام. وقد جاء في الحديث الشريف «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ». ويقول أبقراط (الملقب بأبي الطب): الرجل الحكيم هو الذي يعتبر أن الصحة هي أعظم نعمة للإنسان. ولكن إذا وقع الأمر بعد ذلك -لا قدر الله- وأصيب الإنسان بالمرض، فالتفاؤل هو أولى خطوات العلاج. ولابد من الوقوف والدعم المعنوي والنفسي خصوصا من الأقرباء والأصدقاء، ففي تلك المرحلة يحتاج المريض إلى كلمة تفاؤل، وإلى الإيجابية في التعامل، وهنا يكون العطاء والوفاء، وبذل المواقف الإنسانية بأسمى صورها. وكم سمعنا عن حالات وقصص قد شفيت بسبب الاهتمام بالجانب النفسي والمعنوي مع دور العلاج والعلم والعمل به وبمسبباته. وصدق من قال: دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال، ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال. ولا يغفل الإنسان أيضا الجانب الروحي، فبعد بذل الأسباب يأتي الشفاء والأمل من عند الله سبحانه وتعالى، وما دام ذلك الحبل المتين موصولا بالسماء، فهو بلا أدنى شك يجيب المضطر ويكشف السوء لأي شخص كان بمشيئته تعالى.