بعد اعتراف رئيس نظام الملالي، المدعو حسن روحاني، بأن إيران تعايش أزمة اقتصادية لم تشهدها بلاده منذ 40 عاما، مرجعا ذلك لإعادة الولاياتالمتحدة فرض العقوبات عليها، وإثرها تذبذبت قيمة الريال الإيراني في الأشهر الأخيرة؛ مما جعل من الصعب على المواطن العادي تلبية احتياجاته، بالتوازي مع زيادة المضاربين في السوق السوداء للعملات الأجنبية. » فقدان قيمة وفي السياق، شدد عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مهدي عقبائي، على أن الريال الإيراني مستمر في فقدان قيمته تدريجيا، وقال: في نفس الوقت الذي يزداد فيه فقر الشعب الإيراني، فإننا نجد أن جيوب مسؤولي النظام وقوات الحرس تمتلئ أكثر بالنقود والمال. ويشرح عقبائي الأمر بالقول: النقطة المهمة هنا هي أن دخل الميزانية العامة للبلاد تحسب بقيمة الريال، ويحدد المتغيران «سعر الصرف وعائدات النفط الدولارية» حجم إيرادات بيع النفط، ومن الطبيعي إذا لم تحقق مبيعات النفط ارتفاعا في ميزانية 2019، فسوف تواجه الميزانية بالعجز، وفي ظل مثل هذه الظروف وفقا للعديد من الخبراء الاقتصاديين الحكوميين فإن «الحافز لزيادة أسعار الصرف يعني أن سياسات النقد الأجنبي في البلاد تتأثر بالحاجة المالية للحكومة». ويزيد عضو المقاومة: في الوقت الحالي هناك تقارير دولية تتحدث عن أن النظام لن يستطيع حتى بيع مليون برميل من النفط يوميا، لافتا إلى وصول سعر برميل النفط إلى 53 دولارا، فيما حددت ميزانية النظام ب47 مليارا للعام الحالي وفقا ل70 دولارا للبرميل، ما يعني مواجهة الملالي لمزيد من الأزمات الاقتصادية. » أسعار الصرف وفيما يخص التلاعب بأسعار صرف الريال الإيراني، قال المحلل المالي مازن السديري: إن تغيير أسعار صرف العملة المحلية سياسة تتبعها الدول التي تعتمد على اقتصاد صغير وغير منفتح، وذلك لأنها تخدم البنك المركزي للدولة، مؤكدا على أن إيران قد لا تستطيع خلق توازن ثابت في سعر صرف عملتها محليا، ولذا تضطر لتغيير سعر الصرف بشكل مطرد مع انخفاض صادراتها البترولية، وتنبأ السديري بتغيرات أكثر وأكثر في سعر صرف الريال الإيراني مستقبلا. من جانبه، أوضح عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، د.عبدالله المغلوث أن تراجع ضخ النفط الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليه، لم ينعكس سلبا على توازن سوق العالمية، وقال: «أوبك» تسعى جاهدة لخلق توازن يحول دون زيادة أسعار النفط، فهي تعمل على ضبط ومنع تضخم الأسعار وتدعيم استقرارها. وتوقع المغلوث زيادة في تراجع تصدير النفط الإيراني خلال الربع الحالي من 2019 نتيجة لضغوطات المجتمع الدولي على اقتصاد طهران، الأمر الذي سيؤدي إلى عجز في تحقيق إيرادات تتناسب مع الكثافة السكانية في البلاد.