حظيت المرأة السعودية خلال العامين الماضيين باهتمام كبير من خلال تعزيز دورها الريادي في المملكة، إذ صدرت العديد من القرارات والتوصيات التي حفظت مكانتها لتتمتع بكامل حقوقها التي كفلتها الشريعة الإسلامية لها، كما أن برنامج التحول الوطني صنع فرصا هامة للاستفادة من اليد العاملة النسائية إذ يسعى لرفع نسبة عمل المرأة لنحو 42% بحلول عام 2020م، مما يؤكد حرص المملكة على رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل وتمكينها من الحصول على المكانة التي تستحقها لدفع عجلة تنمية المجتمع والاقتصاد السعودي والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة. لم يكن قرار السماح لها بالقيادة القرار الوحيد الذي كان نقطة تحول في مسيرتها التنموية الشاملة، بل كان هناك العديد من القرارات التي تصدرت صحف العالم لتظهر ما وصلت إليه من تقدم ومكانة عالية جعلتها محط أنظار العالم، فدخولها للمجالس البلدية يعد مرحلة تاريخية في حياتها المهنية، وكذلك الحال في قبة الشورى التي احتضنت العديد من الأصوات النسائية التي ساهمت في صناعة القرار، كما أن كون وكيل الرئيس للقسم النسائي بالهيئة العامة للرياضة سيدة يعد بابا واسعا لآفاق كبيرة في هذا المجال، وتعيين أول سعودية لتتقلد منصبا قياديا بشركة طيران سعودية يُعد فخرا للوطن، وأول سعودية يتم تعيينها رئيسة تنفيذية لاتحاد الأمن السيبراني والبرمجة والدرونز يبرهن على مدى الثقة المعطاة لها والتي برعت في أن تكون أهلا لها. إن إنجاز المرأة السعودية وتميزها لم يكن بحديث عهد في تاريخها الحافل ولكنه كان على نطاق محدود، فقد عرفت المملكة في عام 1980م أول مهندسة بترول سعودية في إحدى الشركات السعودية العالمية العريقة في هذا المجال، إذ آمنت بقدراتها فأثبتت ذاتها محليا ودوليا. وإن عُدنا إلى الوقت الراهن وتحدثنا عن تلك الإنجازات التي لا تنتهي في حياة المرأة السعودية، سواء كقيادية أو مخترعة نجد أننا نحط الرحال عند مصممة الصواريخ والمراكب الفضائية «مشاعل الشميمري» فهي أول سعودية تلتحق بوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» في عمر لم يتجاوز 35 ربيعا. هي مجرد أمثلة لا حصر، فما تم ذكره غيض من فيض وذلك لكسر أي صورة مشوهة عن المرأة السعودية بأنها ليست محل ثقة كما يروج له البعض أو يعتقد، فإن ما تحمله في جعبتها أكثر بكثير، ولا يزال هناك العديد من الأبواب التي تنتظر دخولها بفارغ الصبر، ومن أهمها الباب الوزاري الذي لا يزال في قبضة الرجل، فكلنا أمل بأن يرصد تاريخنا الحديث أول وزيرة في تاريخ المملكة، مما يساهم في خدمة الوطن وتعزيز أطر تمكين المرأة للنهوض بالمجتمع جنبا إلى جنب مع شريكها الرجل.