الاستقرار والثقة في العمل الإداري وخاصة ذلك، الذي يعنى بشريحة كبيرة من البشر يحتاج للصبر والحكمة ورباطة الجأش وتحمل الصدمات المتتالية ممن ينضوون تحت مظلة هذه الإدارة أو تلك. العمل الإداري الرياضي لا يختلف عما سواه من الأعمال وهو بلا شك من أصعبها، بل وقد يكون الأصعب من حيث حجم الانتقادات التي يتعرض لها مَنْ يعتلي منصة هذا العمل، من إدارات، لاعبين، جماهير وجهات أخرى عديدة. ما يحدث حاليا في الوسط الرياضي وبالذات الهجوم المنقطع النظير على اتحاد كرة القدم ورئيسه أمر يدعو للتوقف كثيرا عنده لعدة أسباب، أهمها أن هذا الاتحاد لم يمض على تشكيله سوى وقت قصير جدا لا يمكن من خلاله الحكم على عمله بالسلب أو الإيجاب أبدا، هذا الاتحاد لم يعرف الاستقرار فيما يقوم به ولم يعط الفرصة لكي ينتج ويعرض منتجه وبعدها يمكن الحكم عليه وفق الأجندة المعلنة من قبل الاتحاد ولجانه. الملاحظ أن أغلب الانتقادات التي توجه للاتحاد ورئيسه لا تستند إلى معايير يمكن القبول بها وغير مبررة للمحايد، الذي ينظر للمشهد بعيون بيضاء نقية. للأسف الشديد أن وسطنا الرياضي لا يصلح معه فتح المجال، حيث يتمادى البعض متجاوزا التسلسل في تقديم الشكاوى والملاحظات للجهات الرسمية ويستغل قنوات التواصل للحديث عن شؤون إدارية فنية طريقها الأسلم المكاتبات الرسمية في قنواتها الصحيحة. لا أعرف ما هي الفائدة المرجوة من إثارة الرأي العام ضد اتحاد يمثل الوطن كل الوطن مهما حاول البعض إلصاق الميول فيه بأي شكل من الأشكال. المحزن أننا أصبحنا مكشوفين ولم يعد لدينا خطوط محظورة التجاوز من أجل الحفاظ على سمعة الوطن أمام الإعلام العربي والدولي. كثيرا ما كنا نطالب سابقا بعدم التدخل في عمل الاتحادات من قبل هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية، أما الآن فيجب على رأس الهرم الرياضي حماية مَنْ يعملون في هذه الاتحادات على الأقل من خلال ضبط سلوك رؤساء الأندية الإعلامي وكذلك مساعدة هذه الاتحادات على تنفيذ برامجها بعيدا عن ميول البعض وأهوائه. - المشهد الرياضي حاليا أصبح بيئة طاردة للإبداع. - من باب الاحترافية في العمل الإداري ألا تطالب الأندية بشيء وهي تخالفه. - الصراخ لا ينتج بطولات.