أكدت صحف العالم أن الوضع السياسي المعقد في فنزويلا ما زال رهينة لما قد يسفر عنه تفاعل صراع القوى الكبرى داخل هذا البلد، فضلا عن موقف الجيش الذي له الكلمة العليا، والذي أعلن مبكرا دعمه للنظام الحالي بزعامة نيكولاس مادورو. » خطوة صحيحة واعتبرت صحيفة «نيويوك تايمز» الأمريكية القرار، الذي اتخذته إدارة الرئيس دونالد ترامب بالاعتراف بزعيم الجمعية الوطنية، خوان غوايدو، كرئيس فنزويلا الدستوري الشرعي، خطوة صحيحة تماما. وأوضحت في مقال نشرته أمس السبت، للكاتب بريت ستيفنز، أن تلك الخطوة يمكن أن تعزز أمنه الشخصي بتحذير جنرالات فنزويلا من تعريضه للضرر. وأضاف الكاتب: كما أن هذه الخطوة يمكن أن تعزز موقف غوايدو السياسي من خلال توفير إمكانية الوصول إلى الأموال، التي يمكن أن تساعده على إنشاء حكومة بديلة وإغراء شخصيات متذبذبة في مخيم الرئيس نيكولاس مادورو بتغيير الجانب، الذي تصطف به. وأردف الكاتب يقول: كما يمكن أن تضع الخطوة فنزويلا على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتحذر كوبا من أنها ستعاد إلى القائمة إذا استمرت في مساعدة جهاز الاستخبارات في كراكاس. ويواصل الكاتب: يمكن أن يساعد في ترتيب الحصانة القانونية وكذلك طائرة لمادورو وعائلته وأعضاء بارزين آخرين في النظام إذا وافقوا على الاستقالة الآن. غوايدو وسط أنصاره » إعادة فنزويلا وقال موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، في تقرير له أمس: إن غوايدو يواجه معركة شاقة في محاولة لإعادة هذا البلد إلى السلام والازدهار، الذي تميز به منذ عقدين. وأضاف الموقع: علاوة على ذلك، عليه أن ينفذ هذه المهمة الجبارة بينما يواجه تهديدات لأمنه المادي، يحتاج غوايدو وشعب فنزويلا إلى الدعم الكامل من المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في كل مكان. وقال موقع «كيه أر سي سي»، في تقرير له، نشر الجمعة: إن الأزمة في فنزويلا، التي يزعم فيها رجلان أنهما رئيس الدولة الشرعي، فإن نيكولاس مادورو يملك اليد العليا -على الأقل في الوقت الراهن- بفضل دعم القوات المسلحة. واعتبر الموقع خطاب وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، الذي دعم مادورو، بمثابة ضربة للمعارضة، التي تراهن على أن مراسم أداء غوايدو أمام حشود ضخمة في كاراكاس مقرونة بدعم قوي من حكومات أجنبية سوف يقنع الضباط العسكريين الفنزويليين بالتخلص من مادورو. ومضى التقرير يقول: إنه على الرغم من بعض الانشقاقات والاعتقالات في صفوف قوات الأمن، يشير المحللون إلى العديد من العوامل، التي تمنع المزيد من الضباط من التمرد. وتابع: من ناحية، تمت حماية كبار الضباط من الانهيار الاقتصادي الفنزويلي؛ لأن هؤلاء الضباط يحصلون على العديد من الامتيازات ويضطلعون بمسؤولية العمليات الحكومية المربحة، من شراء الأسلحة وإنتاج الصلب إلى توزيع الغذاء وصناعة النفط الحيوية. ونقل عن أر. إيفان إليس، وهو أستاذ أبحاث في كلية الحرب بالجيش الأمريكي ومتخصص في جيوش أمريكا اللاتينية، قوله: كما حصل بعض كبار الضباط على صفقات مشبوهة مربحة، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات، وتعدين الذهب غير القانوني، والاحتيال النقدي، وتجارة السلع المهربة. » فساد الجنرالات وأشار الموقع إلى وجود لوائح اتهام صادرة عن محاكم أمريكية وعقوبات بحق فنزويليين خدموا في قوات أمن هذا البلد. ونقل عن إيليس القول: إن الخوف من الاعتقال أو التسليم في ظل حكومة يقودها غوايدو قد أقنع العديد من الضباط بالاصطفاف إلى جانب مادورو. أما مجلة «نيوزويك» الأمريكية فسلطت الضوء على الدعم القوي، الذي تقدمه روسيا لحماية رجلها في فنزويلا الرئيس نيكولاس مادورو، مشيرة إلى سفر متعاقدين عسكريين مرتبطين بالكرملين من مجموعة «فاجنر» إلى فنزويلا قبل أيام لتوفير الأمن لمادورو. ونقل موقع المجلة عن أحد المصادر، قوله: هناك حوالي 400 متعاقد عسكري روسي في البلاد. وتابع الموقع: يقول الخبراء «إن روسيا من المستبعد أن تتخلى عن دعمها لمادورو حتى لو واجه معارضة واسعة النطاق في الداخل، واصلت موسكو دعم مادورو حتى وهو يشرف على تدهور اقتصادي حاد أدى إلى أزمة إنسانية وإقليمية للاجئين». ونقلت عن جيسون ماركزاك، مدير مركز أدريان أرشيت لأمريكا اللاتينية في المجلس الأطلنطي في واشنطن العاصمة، قوله: إن روسيا متلهفة إلى حد كبير لدعم نظام كاراكاس وتمد الأسلحة لمادورو والجيش. ويقول تقرير موقع المجلة: في الوقت نفسه، ألقت دول أخرى موالية لروسيا مثل الصين وتركيا بثقلها وراء مادورو. وأشار التقرير إلى أن المجموعة العسكرية الروسية المتعاقدة «فاغنر» هي منظمة سرية يرأسها ملازم روسي يدعى ديمتري أوتكين، العضو في الاستخبارات العسكرية الروسية. وأضاف «بصرف النظر عن توغلاتها في أفريقيا، فإن فاجنر موجودة أيضاً في سوريا وأوكرانيا».