حققت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين انسجاما ثقافيا واضحا وملموسا خلال الفترة الماضية، ساهم في تعجيل الحركة الثقافية بين البلدين، ولعل آخرها زيارة سمو ولي عهد مملكة البحرين الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة إلى محافظة العلا، لمشاهدة القفزة الثقافية الكبيرة التي تحققت في المنطقة، وفق منهجية منظمة وعمل احترافي. وفي هذا الصدد، أكد المستشار الإعلامي لهيئة البحرين للثقافة والآثار د. إيلي فلوطي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية هذه الأيام من زخمٍ ثقافي وفنيٍ شكل هالة إيجابية حولها، وساهم في إبراز المقومات الحضارية التي تستحق التقدير والإعجاب الدولي، ونظرا لموقعها الجغرافي، تحظى مملكة البحرين دائما بفرص التعاون البناء مع المثقفين والفنانين السعوديين، لاسيما حين كانت المملكة العربية السعودية ضيف شرف معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة العام الماضي، وفي المقابل تحل مملكة البحرين ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام. وأردف المستشار: إن التعاون الثقافي بين البلدين في حالة تطور دائم ومستمر، ويغطي جميع المجالات الفنية والأدبية والتراثية والإعلامية، وأضاف: إن أعضاء هيئة الثقافة والآثار في البحرين تشرفوا بزيارة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالمملكة العربية السعودية الفترة الماضية، كما استقبلوا القائمين عليه في هيئة البحرين للثقافة والآثار، وذلك للعمل معا وفق رؤية مشتركة تعكس عمق العلاقات بين البلدين لاسيما في المجال الثقافي، خاصة أن معارض الفنون التشكيلية تقام بصفة دورية في كلا البلدين، إضافة إلى اهتمام البلدين بتنظيم مهرجانات الأيام الثقافية سنويا، كما أن البحرين تحرص على المشاركات في فعاليات المهرجانات السعودية ومنها مشاركتها في مهرجان الجنادرية بشكل سنوي، ويعد الجناح الخاص بالبحرين من أكبر الأجنحة الخليجية وذلك لما تعكسه المشاركة من مدى الترابط الثقافي القوي الذي يربط بين البلدين. وفيما يخص التحديات التي تواجه المشاركة السعودية في الفعاليات الثقافية المقامة في البحرين، نوه فلوطي إلى أن ما يربط البلدين هو أكبر من جسرٍ بري افتُتح في العام 1986، بل إن العلاقات بين البلدين متجذرة في التاريخ ومتصلة، وأبدى سروره دائما بأن تكون مملكة البحرين الوجهة المفضلة للمواطنين السعوديين، كما أعرب عن اعتزازه بحضورهم الدائم في مختلف البرامج الثقافية والفنية المقامة طوال العام.