تماشيا مع رؤية المملكة 2030 لم يعد بالإمكان الاعتماد فقط على النموذج التقليدي في التعليم، أو الاعتماد على المعلم كمحور لعملية التعلم، فقد تغير دور المعلم إلى دور المرشد والموجه، وأصبح من الضروري الاعتماد على أساليب تدريسية حديثة أكثر مرونة، تساعد على تدعيم ذاتية المتعلم وتلبية احتياجاته وتفعيل دوره في العملية التعليمية، كما تدعم دور المعلم في كونه مدربا ميسرا لعملية التعليم والتعلم. ومن أمثلة الأساليب الحديثة التي طبقتها في الميدان مشروع الفصول المقلوبة.. وهي عكس الفصول التقليدية، حيث إنه يقلب أساليب التعلم التقليدية، حيث يقوم المعلم بتدريس طلابه خارج غرفة الصف، ليحل التطبيق والعمل والتحليل والتفكير داخل غرفة الصف. أسلوب التنفيذ: يقوم المعلم بتسجيل الدرس على شكل مقطع فيديو أو عرض بوربوينت أو أفلام مدبلجة تخدم الدرس، ولا تتجاوز عشر دقائق، ورفعه على «الواتس أب» أو إحدى المنصات التعليمية، يتم بعد ذلك طرح الأسئلة واستنتاج الأهداف حول المحتوى. ومن ثم يُستخدم وقت الصف لاستيعاب تلك المعرفة من خلال إستراتيجيات حل المشكلات والمناقشة والتعليم الذاتي. طرحت هذا المشروع لضرورة التواصل الفعال بين معلم التعليم المقلوب والمتعلم؛ لأن معلم الفصل المقلوب يهتم بالمهارات التي سيقوم بتطويرها لدى المتعلم. كذلك التعلم المقلوب يعزز التعلم الذاتي عن طريق تعزيز الثقة بالنفس، وتفعيل التعلم الاجتماعي. فالتعلم المقلوب يسعى لتعزيز الذات المتعلِمة، وبث الثقة وروح المبادرة لتأهيل المتعلم للتعلُم مدى الحياة، وهذه المهامُ الملقاة على معلم الفصول المقلوبة تمكنه بأن يصبح (معلما، وميسرا، مربيا ومهذبا ومتواصلا). كيف طبقنا التجربة في المدارس؟ 1/ يقدم المعلم الدعم والمساندة للطلاب داخل الفصل: الطلاب الذين لا يمكنهم الحصول على المساعدة خارج المدرسة في السابق الآن معلموهم يساعدونهم ويوجهون تعلمهم داخل غرفة الصف. 2/ يؤكد المعلم على المفاهيم التي طرحها الفيديو أو العرض أو الصور ويعمق فهم الطلاب ويوضح تلك المفاهيم بشكل أكبر، بعد أن يشاهد الطالب الفيديو على إحدى المنصات التعليمية أو وسائل التواصل يكتب أسئلته التي يمكن للمعلم مراجعتها والمساعدة في الإجابة عنها. 3/ تراجع في شعور الطلاب بالإحباط: في السابق كان الطلاب يشعرون بالإحباط ولا يكملون الحلول والواجبات المنزلية، لكن العمل على المسائل والأسئلة داخل غرفة الصف بمساعدة المعلم والزملاء قلص جدا من هذه المشكلة ونما بين الطلاب روح العمل بفريق واحد. 4/ الطلاب يحصلون: يقدم المعلم للطلاب التغذية الراجعة المناسبة في وقت الحصة، الوقت متاح الآن أمام المعلم لمساعدة الطالب وتقديم الدعم والشرح للمفاهيم الصعبة. كذلك أصبح من حق الطالب في مشروع الفصول المقلوبة أن يتعلم ذاتيا وبإمكانه طرح أسئلته براحة وسهولة على معلمه أو زملائه. بذلك غرسنا في الطلاب التفكير الناقد والتعاون وطرق حل المشكلات. النتائج من الميدان: 100٪ تعلم نشط وتعلم باللعب. 85٪ التغلب على ضغط المناهج. 100٪ الحصة أكثر متعة ونشاطا. 100٪ وظفنا وقت الحصة للتحليل والتجارب والمناقشة وحل المشكلات وتغلبنا على الفروقات الفردية بين الطلاب. استقيت هذه الإستراتيجية من خلال المعايشة في المدارس الكندية؛ لأني كنت إحدى المبتعثات لبرنامج التطوير المهني خبرات1، أيضا تم ترشيح المشروع من بين 2000 مشاركة في المؤتمر الدولي لتقويم التعليم الذي أقيم في مدينة الرياض.