يعتبر العمل الرياضي مثل الفنون الراقية التي تحتاج للفكرة الإبداعية ثم التهيئة للتنفيذ ومن ثم التنفيذ وبعد ذلك كله العرض؛ ليستمتع الجمهور بهذا العمل الجميل واللوحة الإبداعية ويبدأ قطف ثمار هذا العمل للفنان الذي أبدع ونفذ هذا الجمال. كرة القدم هي كذلك فن، وإذا ما اختل أحد أضلاع اللوحة الجميلة ظهرت بصورة غير ما يتمناه الجمهور، وهذا ما حدث مع منتخبنا الوطني في كأس آسيا. استعداد وسط أجواء مشحونة وعدم استقرار في الأجهزة الإدارية للمنتخب وعدم استقرار في اتحاد القدم وقلق من التغييرات الكثيرة التي حدثت فيه وسط انقسام الشارع الرياضي حوله، مشاكل داخلية بين هذا الاتحاد وبعض الأندية بسبب البرامج الداخلية وبعض القرارات التي أدت إلى تشتيت الدعم الواجب الكامل للمنتخب في هذه المشاركة القارية التي كنا نمني النفس من خلالها في إعادة هيبة كرة القدم السعودية. الجماهير وما أدراك ما الجماهير وهي الوقود المشغل والمحفز لنجوم الأخضر، وبسبب الشحن الكبير الذي حصل والذي لم يوفق اتحاد القدم في احتوائه مع الأندية، وذلك بإيقاف جميع المسابقات المحلية أثناء المشاركة والتفرغ التام من الجميع لدعم المنتخب وهو ما لم يحصل حتى أصبح الدعم الجماهيري مشتتا بين دعم الفرق المحلية ودعم المنتخب، وكذلك الحضور الجماهيري السعودي ضعيف مقارنة بمشاركاتنا السابقة في البطولات التي تقام في دولة خليجية. لا شك أن منتخبنا قدم مباريات مقبولة المستوى ولكنها لا ترقى لطموح الجماهير أبدا، خرج الفريق من البطولة ولكن يجب المحافظة على اللاعبين والبناء المستدام وذلك بوضع البرامج التي تكفل صناعة فريق بطل في المستقبل إذا سلمنا أن أعمار النجوم صغيرة ونستطيع صقلها وإكسابها الخبرة الكافية والتهيئة للاستحقاقات القادمة. واجب المسيرين لاتحاد القدم وهيئة الرياضة عمل دراسة شاملة حقيقية فعالة لمعالجة أسباب هذا الإخفاق الكبير الذي يتحملون مسؤوليته أمام الجماهير. - صناعة بطل تحتاج للاستقرار في من يقود سفينة الاتحاد. - روابط مشجعي باقي الأندية افتقدناها في هذه البطولة مما أثر على حضورنا في المدرج. - غياب الحكم السعودي عن البطولة ومشاركته الخجولة فيها يضعنا أمام علامة استفهام كبيرة. - الاستحواذ الذي تغنينا به كثيرا لا يسمن ولا يسجل أهدافا في مرمى الخصوم. @Khaled5Saba