احتلت الثمامة في الرياض ولسنوات طويلة موقعاً مهماً لسكان العاصمة والمدن القريبة منها كموقع ترفيهي يحمل جميع المقومات، سواء البرية لأصحاب المخيمات أو مواقع الشاليهات أو المنتزهات التي تعج بها المنطقة سابقاً. وللحق ارتبط اسم الثمامة بكل معاني الترفيه الذي يحمل البساطة بعيداً عن التكلف والأسعار المبالغ فيها، حيث تجد كافة فئات المجتمع ضالتهم فيه ما بين طلعة برية في الهواء الطلق أو شراء المأكولات الخفيفة ذات الطابع الشعبي، مثل البليلة والآيسكريم. وفي موسم الشتاء يأتي شواء الذرة والشاي على الحطب ليحتل الأهمية خلاف وجود المنتزهات التي تقدم ترفيهاً مختلفاً للأسر مثل ركوب الخيول والعربات بأسعار معتدلة وتأجير الكابينات، وغيرها من وسائل ترفيه مختلفة مما أعطى لهذا المكان رونقاً جميلاً على امتداد الزمن لا يمكن تجاهله. قبل ست سنوات تغير الوضع هناك بسبب الامتداد العمراني الذي لم يراع الخصوصية لهذا الموقع الذي يعتبر أهم مكان ترفيهي للعاصمة وللقادمين إليها من داخل المملكة أو من خارجها، وتكمن أهميته في أنه يحمل الطابع الشعبي الذي يبحث عنه جميع الزائرين، حيث تحرص أغلب دول العالم على تطوير أسواقها ومنتزهاتها الشعبية نظراً لما تشكله من مصدر جذب للسائحين وما توفره من دخل جيد لأبناء الوطن الذين يمارسون مهن البيع والعمل في النشاطات المختلفة، وفي الثمامة بطابعها التقليدي نجد المئات من الأسر المنتجة التي تمتهن بيع المأكولات الشعبية والبليلة والشاي والقهوة خلاف بيع المنتجات الأخرى كالأقط والسمن والورقيات المجففة والألعاب البسيطة بجميع أنواعها، مما شكل مصدر دخل جيدا لهؤلاء البائعين وبالتالي المساهمة في تقليص نسبة البطالة مما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، ولكن مع التمدد العمراني الحاصل حالياً بدأت تتقلص المساحة الترفيهية لهذا المكان الهام وتتحول من موقع شعبي إلى موقع سكني بسبب غلبة المباني والأسواق التي أنهت جمالية المكان وربما مع الوقت تنتهي الثمامة تماماً. أتمنى من هيئة الترفيه بحكم عملي الإعلامي وموقعي كمتخصص في مجال الفعاليات التركيز على موضوع الأسواق والمنتزهات الشعبية في جميع مناطق المملكة، فهي المصدر الأول لجذب السائحين وتطويرها قدر الإمكان لتصبح مزاراً ومصدراً اقتصادياً للكثير من أبناء الوطن، وأتذكر في زيارات سابقة للعديد من الدول سواء آسيوية أو غيرها أن الأسواق الشعبية مفتوحة يومياً من العصر إلى وقت متأخر من الليل وتجتذب الآلاف من الزوار سنوياً، ولدينا يوجد أسواق مهمة في الكثير من مناطق المملكة ولكنها ترتبط بيوم واحد في الأسبوع، ويمكن تطويرها لتصبح بشكل يومي لتتحول إلى مزار وعلامة لكل منطقة تقع فيها. التركيز الإعلامي وتكثيف الفعاليات داخلها سيؤدي إلى نتائج إيجابية مهمة تخدم قطاع الترفيه والاقتصاد المحلي وتساهم في تشغيل وتوطين الأيدي المحلية مع مرور الوقت. سأضع بين يدي القارئ نبذه عن الثمامة وهي تعتبر منطقة صحراوية في شمال مدينة الرياض وتبلغ مساحتها قرابة 370 كيلو مترا مربعا. وتشكل منطقة الثمامة أحد أهم مناطق الترويح بمدينة الرياض، وتضم العديد من المتنزهات (أغلبها اعتزل بسبب الامتداد العمراني). وتضم منطقة الثمامة القرية التراثية في الجنادرية التي تحتضن كل عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة وميدان سباق الهجن وميدان الملك عبدالعزيز للفروسية. وتمتاز الثمامة بالمناطق الطبيعية ومنها الكثبان الرملية والروضات والأودية. وتعد مكانا مفضلا لسكان العاصمة بسبب طبيعتها العشبية التي ربما لن تصمد طويلاً بسبب غزو المباني والأسواق الحديثة.