قالت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية: إن أحدث التداعيات الاقتصادية السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري جفاف أحد أهم أنهار ألمانيا، وهو نهر الراين. وبحسب تقرير للوكالة، فإن النهر عادة ما كان ممرا مائيا مزدحما بعبارات نقل الركاب والمراكب، التي تنقل الإمدادات إلى المصانع في الجنوب والسلع الألمانية إلى الموانئ في بحر الشمال، بالإضافة إلى القوارب السياحية المتوجهة إلى القلاع، التي تعود إلى القرون الوسطى ومزارع الكروم المجاورة. وتابعت الوكالة تقول: بعد جفاف مطول في الصيف، توقفت حركة المرور المزدحمة في واحدة من أكثر النقاط ضحالة على أرض الراين لمدة شهر تقريبا أواخر العام الماضي، ما أدى إلى اختناق شريان نقل مهم. وأردفت: أثّر هذا على الآلة الصناعية في ألمانيا، مما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الربعين الثالث والرابع من العام الماضي، وكانت هذه أحدث علامة على أن الاقتصادات الصناعية المتطورة تكافح بشكل متزايد آثار ظاهرة الاحتباس الحراري. » تكلفة أكثر ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن مَنْ كانوا يعتمدون على النهر في النقل باتوا مضطرين لاستخدام خيارات نقل أكثر تكلفة. وتابعت: في مقابلة صحفية، دعا مارتن بروديمولير الرئيس التنفيذي لشركة BASF SE للصناعات الكيميائية إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية مثل السدود، التي يمكن أن تطلق المياه لضمان أن تبقى ممرات الشحن مفتوحة. ونقلت الوكالة عن أوليفر راكو، كبير الاقتصاديين الألمان في أكسفورد إيكونوميكس: لقد رأينا بالفعل تأثيرات على النمو الاقتصادي الوطني، ترتبط المشكلة بالاحترار العالمي، ويمكن أن تحدث مرة أخرى. ونوهت الوكالة بأن النهر تجري تغذيته من الأنهار الجليدية والأمطار، مضيفة: لكن تدفق الجليد من جبال الألب تقلص بنسبة 28% بين عامي 1973 و2010 -وهو تاريخ آخر دراسة متعمقة أجرتها الحكومة السويسرية- وقد يصل هذا الانخفاض إلى 35% الآن، وفقا لفيلفريد هاغ، الخبير في الجليد بجامعة ميونيخ. ونقلت «بلومبيرغ» عن هاغ قوله: تسخن جبال الألب بمعدل أسرع من ذوبان الجليد والثلج، ارتفاع درجات الحرارة يعني أن حوادث مثل انخفاض مستويات الأنهار هذا الصيف من المرجح أن تحدث. » آثار سلبية ولفتت الوكالة إلى أن ما حدث تسبب في جفاف مضخات الوقود في بعض محطات الوقود في «بادن فورتيمبيرج» قد جفت هذا الصيف بسبب مشاكل الإمدادات، ما أدى إلى إطلاق مخزونات الطوارئ في سويسراوألمانيا، وقفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 13% في نوفمبر، عندما زادت المرافق الإنتاجية من المولدات، التي تعمل بالغاز بينما كانت تكافح للحصول على إمدادات لمعامل الفحم. ومضت تقول: حتى مع وجود شبكات الطرق والقطارات الواسعة في ألمانيا، فإنها من الصعب أن تتفوق على نهر الراين، يمكن أن تحمل المراكب أكثر من 5 أضعاف، مما يجعلها رخيصة للعمل، ويتكلف الشحن من روتردام إلى بازل حوالي 40% أقل من النقل بالسكك الحديدية، وفقاً للمعهد الاتحادي الألماني لعلم المياه. وتابعت: لإحباط تأثير الاضطرابات المستقبلية المرتبطة بالنقل على الاقتصاد، تفكر حكومة المستشارة أنغيلا ميركل في اتخاذ تدابير مثل التخفيف الدائم لقيود يوم الأحد على حركة مرور الشاحنات في ولايات الراين، وتخفيف الأحمال على المراكب، وتحسين خطوط نقل البضائع.