تعتبر حشرة «الذبابة البيضاء» من أكثر أنواع الحشرات خطورة على المزروعات، وفي الفترة الأخيرة أكد العديد من المزارعين انتشار الحشرة في العديد من المزارع، وأرجعوا ظهورها إلى سيطرة موجة دافئة نسبيا في الأجواء، مشيرين إلى أن هذه النوعية من الحشرات تتكاثر عند اعتدال المناخ بين 20 - 30 درجة، بينما تختفي تماما خلال فصل الشتاء. العصارة النباتية وقال المزارع علي الحبيب «مزارع»: إن حشرة الذبابة البيضاء تعد من أخطر الحشرات الاقتصادية، وتوجد منها عدة أنواع وتتطفل على مدى واسع من المحاصيل، وهي تسبب أضرارا بالغة للنبات، حيث تمتص العصارة النباتية، مشيرا إلى أن دورة حياة الذبابة البيضاء تنقسم إلى طور البيضة، وطور الحورية، والطور الانتقالي، والطور البالغ للحشرة، ويمكن مكافحة الذبابة البيضاء بعدة طرق، فتوجد المكافحة الكيماوية والميكانيكية والزراعية والمكافحة الحيوية. وأضاف إن أعراض الأمراض الفيروسية في المحاصيل المختلفة تتمثل في اصفرار وتجعد الأوراق وتشوهها، والتفاف أطراف الأوراق إلى أعلى أو أسفل، وتجمع الأفرع والأوراق في قمة النبات وانتصابها لأعلى، وتكوين نموات شاذة في أغلب أنواع النباتات، إجهاض الأزهار، وتجنح الأوراق. ولفت إلى أن حشرة الذبابة البيضاء تنقل العديد من الأمراض الفيروسية، وهي حوالي ثلاثين مرضا أو أكثر خلال عملية تغذية اليرقات والحشرات الكاملة على النباتات، وتستغرق عملية انتشار العدوى من النباتات البرية المريضة إلى النباتات الحساسة، من بضع دقائق حتى عدة ساعات. مقاومة المكافحة وأوضح على المرزوق «مزارع» أن ذروة نشاط الذبابة البيضاء يكون خلال الفترة بين منتصف مارس وحتى شهر يونيو سنويا، مضيفا إن الأجواء الدافئة تمثل الفترة المناسبة لتكاثرها، لافتا إلى أن الذبابة البيضاء تضرب جميع الأشجار بلا استثناء، مشيرا إلى أن الذبابة البيضاء بمجرد إصابة الأشجار يصعب القضاء عليها، مؤكدا أن حشرة الذبابة البيضاء لديها القدرة على مقاومة المكافحة. وقال حسين مدن «مرازع»: إن الوقاية من إصابة الأشجار بالذبابة البيضاء تتطلب المكافحة بالمبيدات الحشرية مع بدء درجات الحرارة في الارتفاع وانتهاء فصل الشتاء، مشددا على ضرورة مواصلة المكافحة لمدة لا تقل عن 30 يوما، لافتا إلى أن التغافل عن المكافحة الاحترازية يفتح المجال أمام الذبابة للنشاط بشكل متسارع، الأمر الذي يسبب خسائر كبيرة؛ نظرا لصعوبة القضاء على فيروسات الذبابة البيضاء بعد إصابة الأشجار والزراعات في الوقت نفسه. نقل العدوى وذكر إبراهيم المرزوق «مزارع» أن الذبابة البيضاء تنقل العدوى بشكل كبير، مما يجعل عملية محاصرتها في منطقة محددة من الصعوبة بمكان، مضيفا إن آثار الإصابة بالذبابة البيضاء لا تظهر سريعا، فالعملية تستغرق فترة شهر تقريبا، مبينا أن الأضرار تصل في بعض الأحيان إلى 100% تقريبا، لافتا إلى أن الذبابة البيضاء تقوم بتشويه الزراعات بشكل كبير من خلال إدخال تغييرات فسيولوجية على الثمرة الأمر الذي يحول دون التسويق نتيجة التشوهات الكبيرة في الشكل. أسس صحيحة إلى ذلك بدأ فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة القطيف تنفيذ حملة مكثفة من أجل التخلص من الحشرات التي تؤثر على المزروعات، مستهدفا مناطق الأنقاض التي تسبب التشوهات البصرية في المزارع والطرق الزراعية. وأوضح مدير قسم وقاية المزروعات بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المنطقة الشرقية عبدالعزيز اليوسف، أن حشرة الذبابة البيضاء هي حشرة صغيرة جدا لا يتجاوز طولها ملليمترين، لكنها من الآفات الخطيرة التي تصيب المزارع. مضيفا إن خطورة الذبابة البيضاء تكمن في قدرتها على التكيف مع المبيدات، وتطوير أجيال قادرة على النجاة من المبيدات الحشرية الزراعية. وقال اليوسف: إن الأجواء الدافئة التي مرت على المنطقة شجَّعت الآفة على التكاثر، إضافة إلى عدم رشّ المزارعين للمبيدات بالكميات المطلوبة ووفق الأسس الصحيحة، مؤكدا أن الوزارة تعمل مع المزارعين خصوصا صغار المزارعين لتقديم الإرشادات حول مكافحة هذه الحشرة، كما تبذل جهودا كبيرة في معالجة الوضع والقضاء على الآفة الخطيرة، وتقدم النصائح حول كيفية التخلص من المنتجات الزراعية المصابة؛ لضمان عدم وصولها للمستهلكين.
