اكتشفت صحيفة الخرج اليوم سر ولغز ارتفاع سعر الطماطم داخليا وخارجيا بانتشار حشرة ضارة تتلف أشجار الطماطم محذرة من العدوى بتصدير البويضات للدول المستوردة بداية الحملة فقد نظمت بعض الدول العربية حملة وطنية طارئة شاملة وسريعة تستمر شهرا لمكافحة حشرة صانعة انفاق البندورة ، باستخدام المبيدات الحشرية والفرمونات والمصائد الحشرية.على المناطق المستهدفة من خلال اجراءات عملية شاملة وسريعة للسيطرة على الوضع والقضاء على حشرة صانعة أنفاق البندورة المسماة (Tuta absoluta) والتي تعتبر من الآفات الخطيرة التي تنتقل مع إرساليات شتلات البندورة لأغراض الزراعة ، ولها القدرة على الطيران لعدة كيلومترات وتنتقل بواسطة الرياح ، مشيرا الى انها من الحشرات التي تحدث ضررا مباشرا بالنبات من خلال الطور الضار للحشرة ، كونها يرقة تحدث انفاقا على الأوراق ، وعلى الساق ، وعلى الثمار ، وتجعلها غير صالحة للتسويق او الاستهلاك. ولهذه الحشرة عدة أجيال في السنة (من 4 الى 8 أجيال) ، وتكمل دورة حياتها خلال 29 - 38 يوما اعتمادا على درجات الحرارة والرطوبة ، وكلما زادت درجة الحرارة تقل مدة دورة الحياة ، علماً بأن الحشرة الأنثى تضع من 250 - 260 بيضة خلال دورة الحياة ، وكذلك تتواجد اليرقات في التربة وعلى سطح الأوراق ، مبينا انه تم رصد الافة اخيرا في الدول المجاورة ، لذلك بدأ الأردن بمراقبة الحشرة منذ 26 1 2010 وكان أول ظهور للحشرة في شهر 12 2009 في المصائد الهرمونية في منطقة غور الصافي دون ظهور لأعراض الإصابة على النبات ، إذ تظهر الإصابة على شكل تلطخات وانفاق على سطح الورقة ويكون لونها غامقا. ظهرت في الأردن ففي الاردن ظهرت حشرة "توتا ابسولوتا" في الاغوارفلجأ بعض المزارعين لخلع ثمار البندورة التي زرعوها مطلع الشهر الماضي ، وذلك نظرا لشدة اصابتها واستحالة معالجتها وتوقفها عن النمو الخضري واصفرار لونها وبالتالي ذبولها ، بحسب احد المزارعين الاسيويين في منطقة الكرامة الذي تعرضت مزرعته للاصابة المبكرة بهذه الحشرة. وبدأ امس التخوف والتوقعات غير المشجعة لنتائج الموسم الزراعي المقبل ، مما حدا بعشرات المزارعين الى التوقف عن زراعة البندورة حاليا رغم حلول الموسم لزراعتها وذلك بعد تفشي وانتشار الحشرة في بعض المشاتل الزراعية رغم احكامها واغلاقها ووجود الحوافظ لزوارها ، الا ان ذلك لم يمنع من دخول الحشرة للمشاتل وتعشيشها على الاشتال قبل نقلها للزراعة ، مما يؤكد عدم نجاح زراعة البندورة في مثل هذه الاساليب غير الوقائية. تقرير فني وقال خبير زراعي ان انتشار هذه الحشرة في الاردن كان في بداية عام 2010 وان ما يميز هذه الحشرة هو مهاجمتها للزراعة المكشوفة بشكل عام ومحصول البندورة بشكل خاص. وبين ان التكاثر السريع لهذه الحشرة ودخولها مع الانسجة للنبات مثل الاوراق والساق والازهار جعل ضررها الاقتصادي كبيرا بحيث تصعب السيطرة عليها. واشار الى مجموعة من العوامل التي ساعدت على انتشار هذه الحشرة كارتفاع درجات الحرارة بالاضافة الى اهمال بعض المزارعين من العناية بمزارعهم نتيجة انخفاض اسعار البندورة في السابق وعدم الرش بشكل دوري نتيجة للخسائر التي يتكبدها المزارع كذلك انخفاض الايدي العاملة في القطاع الزراعي نتيجة لتدني الاجور. تأكيد الخبراء أستاذ الزراعة في الجامعة الاردنية الدكتور توفيق العنتري قال "تعتبر نافقة اوراق البندورة العريضة الافة الاقتصادية الأولى منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي في غور الأردن حيث تؤدي إلى تلف الأوراق واصفرارها وأحيانا جفافها مما يعيق نمو النبات ويقلل من الإنتاج وتدني نوعيته وخاصة حجم الثمار التي تكون صغيرة ، أما الآفة الثانية فهي عثة صغيرة جدا سريعة الطيران والحركة والانتشار ولها قدرة تكاثر عالية ، أصولها من أمريكا الجنوبية ووصلت خلال الفترة الأخيرة لتهاجم البندورة في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا ، واللافت للنظر في سلوك هذه العثة هو سرعة انتشارها غير الطبيعية لتغطي معظم مناطق العالم على الرغم من صغر حجمها كعثة ليلية الطيران حيث أصبحت آفة اقتصادية في أوروبا وشمال أفريقيا بعد أن كانت آفة رئيسية في أمريكا الجنوبية ومن خطورة هذه الحشرة أن أجيالها مستمرة خلال السنة في المناطق الدافئة". وأضاف "لقد أصبحت هذه العثة آفة اقتصادية في الأردن في منتصف هذا العام 2010 في مختلف المناطق الغورية والصحراوية ومناطق عمان والزرقاء ومأدبا والكرك ، وتعتبر نافقة أوراق البندورة العريضة عثة مؤذية جدا قوية الطيران سريعة الانتشار ويمكنها الطيران لعدة كيلومترات أو تنتقل بواسطة الرياح والمعدات الزراعية المنتقلة من حقل لاخر أو من منطقة لأخرى داخل الأردن وتأثيرها كبير على البيئة الزراعية وهي شديدة الشغف بالبندورة لكنها تظهر على بقية العائلة الباذنجانية مثل الباذنجان ، الفلفل الحلو ، والبطاطا وتظهر على الأعشاب التي تتبع العائلة الباذنجانية مثل عنب الديب ، والداتورة ولكنها لم تظهر على عرف الديك المجاورة لنباتات البندورة". واشار الى ان هذه العثة تسبب ضررا شديدا وتؤدي الى نقص في الإنتاج يتراوح ما بين 50 - %100 على محاصيل البندورة عدا أن ظهور أعراض الحشرة على الثمار قد يحد من تسويق إنتاج البندورة المصابة محليا وتصديره إلى دول مختلفة لذلك فان منع انتشار هذه الآفة وإدارة مكافحتها موضوع هام جدا خاصة أن المكافحة الكيميائية على مستوى العالم غالبا ما تفشل وهذا عائد إلى سرعة مقاومة هذه العثة للعديد من المبيدات نظرا لأجيالها العديدة خلال العام ، وكذلك فإن قسما كبيرا من تطور هذه العثة يأخذ مجراه داخل النبات أو في التربة بعيدا عن وصول المبيدات ، لكن ما يثير القلق أنها بدأت تنتشر بسرعة وبنسبة إصابة وشدة عاليتين الى حد ما وأصبحت تشكل تهديدا خطيرا لإنتاج البندورة في منطقة البحر المتوسط ، وهي آفة تتحدى السيطرة عليها. وبين انه يبدأ الضرر على الأوراق والبراعم والقمم النامية للسيقان حيث تدخل اليرقة الصغيرة للأنسجة محدثة نفقا ناتجا عن تغذي اليرقة على الأنسجة الحشوية ، ثم يتسع النفق غير المنتظم كلما تقدمت اليرقة بالنمو مسببة جفاف البقع المصابة مع تأثير عملية التصنيع الغذائي سلبيا وعند اشتداد الاصابة فان النبات يذبل كليا ويموت. وقال انه سجلت خسائر على البندورة بحدود 50 - %100 في المناطق قليلة الأمطار وترتفع نسبة الاصابة من 70 - %100 في الحقول غير المكافحة.