نشرت مجلة «ذا ناشيونال» الأمريكية، في 8 يناير 2018، دراسة توضح تكاليف الحرب الأمريكية على الإرهاب، أعدها فريق من «معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة» التابع لجامعة براون الأمريكية، وتشير الدراسة إلى أن تكاليف حرب واشنطن على الإرهاب التي بدأت منذ 2001 والمستمرة حتى الآن، بلغت 6.5 تريليون دولار. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة استدانة الحكومة الأمريكية للإنفاق على الحرب على الإرهاب سوف تزيد الدين العام الأمريكي بنحو 8 تريليونات دولار بحلول عام 2050. وأشارت الدراسة إلى أن القواعد الأمريكية للحرب على الإرهاب تنتشر في 76 دولة حول العالم، وهو ما يعادل 39 في المائة من إجمالي الدول الموجودة على سطح الكوكب. وتضمنت القائمة دولا توجد فيها قوات أمريكية على الأرض مثل اليمن والصومال وليبيا والعراق وأفغانستان، ودولا أخرى توجد فيها بعثات من المستشارين الأمريكيين يدربون القوات المحلية على أساليب مكافحة الإرهاب. ولا تعد هذه الأرقام الواردة في هذه الدراسة أول أرقام فلكية يتم ذكرها في هذا الشأن. ففي عام 2008، توقعت دراسة اقتصادية عن جامعة هارفارد أن تصل تكاليف الحرب على الإرهاب إلى ما يزيد على 3 تريليونات دولار. وعلى الرغم من هذه التكاليف الباهظة والأرقام الفلكية التي دفعت في الحرب على الارهاب، والتي تتجاوز تكاليف الحرب العالمية الثانية، والتي تقدر بأسعار اليوم بحوالي 4.1 تريليون دولار، لم تجعل الحياة أكثر أمنا، لا في العالم، ولا حتى داخل أمريكا نفسها. كما أن العمليات والضربات الإرهابية لم تستطع الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تكون بمنأى عنها، وأصبح تنظيم داعش الإرهابي يمثل تهديدا لعقر دارها. في مايو 2015 أعلن تنظيم داعش للمرة الأولى مسؤوليته عن هجوم تكساس، الذي شنه مسلحان بإطلاق النار على الحاضرين على معرض لرسوم كاريكاتيرية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي نظمته «المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية»، في مدينة غارلاند بولاية تكساس الأمريكية. ثم تبع ذلك ست هجمات إرهابية قاتلة أدت لمصرع 74 شخصا، كان أشدها هجوم أورلاندو، أسوأ هجوم وقع على الأراضي الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001، الذي وقع في داخل ناد ليلي للمثليين في أورلاندو في ولاية فلوريدا في يونيو 2016م، وأدى إلى مقتل 50 قتيلا وعشرات الجرحى من المدنيين الأبرياء. وهجوم لاس فيغاس في أكتوبر 2017 الذي وقع في مهرجان ريفي بلاس فيغاس، قتل 50 شخصاً وجرح 200 آخرين. وكذلك مخططات لهجمات إرهابية كان سينفذها أشخاص اعتنقوا فكر تنظيم «داعش» لكنها أحبطت، كمخطط يوليو 2015 الذي كان يستهدف شن هجمات في الولاياتالمتحدة خلال عطلة عيد الاستقلال، أو هجوم كنساس في أبريل 2015 على قاعدة عسكرية أمريكية، أو هجوم نيوجيرسي في مايو 2017، الذي قال الادعاء الفيدرالي الأمريكي إن رجلاً من نيوجيرسي خطَّط لاستخدام «قدر ضغط» كقنبلة في مدينة نيويورك دعما لتنظيم داعش، وكان جريجوري ليبسكي (20 عاماً) ألقي القبض عليه في منزله. وقال محققون إنه أثنى على زعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، في رسائل إلكترونية. كذلك هجوم نيويورك في مايو 2016، وهي محاولة تفجير شحنات ناسفة في تايمز سكوير في مانهاتن، وفي مترو أنفاق المدينة. وبالتالي بين الهجمات التي وقعت بالفعل، أو المخططات لهجمات إرهابية تم إحباطها من قبل السلطات الأمريكية، أحداث تعكس بوضوح ملامح النسخة الجديدة من الإرهاب في داخل الولاياتالمتحدة في أنه إرهاب عابر للحدود باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإرهاب سهل بسبب الفجوة الأمنية المتمثلة في فوضى السلاح في أمريكا اللذين تحدثنا عنهما في المقال السابق.