كشفت دراسة جديدة أجراها أكاديميون في معهد واطسون للدراسات الدولية التابع لجامعة براون الأميركية أن التكاليف الكاملة التي دفعتها أميركا في حربيها على العراق وأفغانستان، إلى جانب العمليات العسكرية التي قامت بها في باكستان قد تجاوزت 4 تريليونات دولار، وهو ما يقدر بثلاثة أضعاف المبلغ الذي قرره الكونجرس في العقد الذي تلا هجمات 11 سبتمبر 2001. وقد كشفت الدراسة أيضاً أن مبلغ 1.3 تريليون دولار قد تم تخصيصه رسمياً من جانب الكونجرس، لكن هذا المبلغ ما هو إلا جزء مما تم إنفاقه بالفعل، فإذا تمت إضافة نفقات البنتاجون ومدفوعات الفائدة على الأموال المقترضة لتمويل الحروب، وكذلك 400 مليار دولار تم إنفاقها على الحرب على الإرهاب داخلياً، سيكون إجمالي التكلفة ما بين 2.3 و2.7 تريليون دولار أميركي. وبإضافة تكاليف الإنفاق العسكري في المستقبل ورعاية الجنود المتقاعدين والمصابين، سترتفع التكاليف الإجمالية إلى ما بين 3.7 و4.4 تريليونات دولار أميركي. ولا تعد الأرقام الواردة في هذه الدراسة الصادرة عن معهد براون أول أرقام فلكية يتم ذكرها في هذا الشأن. ففي عام 2008، توقعت دراسة اقتصادية عن جامعة هارفارد أن تصل تكاليف الحرب على الإرهاب إلى ما يزيد على 3 تريليونات دولار. وعلى العكس من الصراعات السابقة التي خاضتها أميركا، فإن حربي العراق وأفغانستان قد تم تمويل أغلبهما تقريباً من الأموال المقترضة التي يجب أن ترد إن آجلاً أو عاجلاً. وقدرت الدراسة، أن عدد الأشخاص الذين قتلوا في هذا الحروب ما بين 225 إلى 258 ألفا، مقابل 6100 جندي أميركي، وقدرت عدد القتلى في العراق ب 125 ألفا، وهو رقم أقل من تقديرات أخرى، في حين كان الرقم 14 ألفا في أفغانستان، ولا يوجد رقم محدد للضحايا في باكستان. وفي حال التأكد من صحة هذه الأرقام، سنجد أن الحروب التي تمت بعد هجمات سبتمبر لم تكن فقط الأطول في التاريخ الأميركي، لكن بتكلفة الأربعة تريليونات دولار ولا يزال التمويل مستمراً، فإن تكاليفها تقترب من تكاليف الحرب العالمية الثانية التي تقدر بأسعار اليوم بحوالي 4.1 تريليونات دولار.