أكد الناشط والمدوّن الإيراني باباك وزيري، والبروفيسور المقيم في الولاياتالمتحدة، سينا نهاوندي، أن الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه إيران يتسارع بوتيرة تفوق بكثير ما شهدته فنزويلا خلال السنوات القليلة الماضية. ولفت الكاتبان في مقال لهما منشور على موقع «أمريكان ثينكر» إلى أن وتيرة انهيار الاقتصاد الإيراني خلال الشهور الخمسة الماضية تعادل وتيرة انهيار اقتصاد فنزويلا في أكثر من عامين، وأردفا: يواجه كل الإيرانيين تقريبًا هذا السؤال: هل ستصبح إيرانفنزويلا القادمة؟. وأضافا: في الحقيقة، إيران ليست فقط فنزويلا القادمة، ولكن تسارع انهيارها الاقتصادي أعلى بكثير من فنزويلا. وتابعًا: يمكن مقارنة الأوضاع الاقتصادية لفنزويلاوإيران بدراسة معدل التضخم ومعدل التحويل للدولار إلى العملة الفنزويلية «بوليفار»، ومعدل التضخم، ومعدل تحويل الريال الإيراني إلى الدولار الأمريكي. » مؤشرات فنزويلا ويواصل الكاتبان: تقريبًا كل دخل فنزويلا من صناعة النفط، وفي عام 2015 تقلص الاقتصاد المعتمد على النفط بنسبة 5.7%، كما أن معدل التضخم، الذي كان عند 57% في 2014، بلغ فجأة 181%. وأضافا: في عام 2016، انخفضت عائدات النفط بنسبة 12.7%، وانخفضت الإيرادات غير النفطية في فنزويلا بنسبة 19.5%؛ ما رفع بدوره معدل التضخم إلى 254%. وتابع الكاتبان: في 2017، استمر هذا الاتجاه، وبلغ معدل التضخم 741%، والآن البلد -الذي كان مزدهرًا بسبب ارتفاع أسعار النفط- واجه فجأة كارثة اقتصادية، وخفض الفنزويليون وجباتهم، واصطفوا في طوابير طويلة للحصول على الطعام وورق التواليت، وأجبروا على الأكل من صناديق القمامة. » لوم العدو وبحسب الكاتبين، فقد ألقت حكومة مادورو باللوم في هذا الوضع على ما وصفته ب «حرب اقتصادية» قادها خصوم البلاد السياسيون بمساعدة الولاياتالمتحدة. ومضى وزيري ونهاوندي؛ يقولان: هذا بالضبط ما يقوله رئيس النظام الإيراني حسن روحاني ومرشده، علي خامنئي اليوم، ففي أغسطس 2018، استدعى البرلمان الإيراني روحاني للإجابة عن أسئلة حول الأزمة الاقتصادية في البلاد، وألقى الأخير باللوم في مشكلات بلاده على العقوبات الأمريكية، وليس سوء إدارة الحكومة. وتابعًا: في سبتمبر 2018، اجتمع روحاني ومجلس وزرائه مع المرشد، وخلال حديثهما، ذكر خامنئي النقص في حفاضات الأطفال، وألقى باللوم على ما وصفه بالعدو -يقصد الولاياتالمتحدة- الذي يريد أن يغضب الشعب الإيراني من حكومته. وأردفا: بالتحول إلى فنزويلا، نرى أنه في ديسمبر 2015، كان سعر البوليفار في السوق السوداء يقارب 700 إلى 1 بالنسبة للدولار الأمريكي، ومع ذلك، في ديسمبر 2018، كان كل دولار أمريكي يعادل 46.974.000 بوليفار، وهذا يعني زيادة تقرب من 67106 مرات. وأضافا: وفقًا للبروفيسور ستيف هانكي، وهو خبير اقتصاد أمريكي بارز وأستاذ في جامعة جونز هوبكنز، فإن معدل التضخم السنوي في فنزويلا في 4 سبتمبر 2018 كان 55.049% أي 304 أضعاف ما كان عليه الحال في 2015. » التضخم الإيراني ومضى الكاتبان يقولان: لنعد الآن إلى اقتصاد إيران ونقارنه باقتصاد فنزويلا «وفقًا لتحليل البروفيسور هانكي، كان معدل التضخم بلغ 52.7% في أبريل 2018، بينما بعد 5 أشهر فقط، وتحديدًا في 4 سبتمبر 2018، بلغ معدل التضخم 268%». وأردفا: السبب في القول إن تسارع انهيار الاقتصاد الإيراني أعلى بكثير من فنزويلا هو أن معدل التضخم في الأخيرة استغرق عامين كي يصل من 57% إلى 254%، ولكن في إيران استغرق الأمر 5 أشهر فقط. وتابعا: وفقًا لحسابات البروفيسور هانكي، بلغت معدلات التضخم في إيران 211% و244% و268% في 2 و3 و4 سبتمبر من معدل 2018 على التوالي، وهذا يعني أنه خلال 3 أيام فقط شهد الشعب الإيراني الفقير ارتفاعًا بنسبة 57% في معدل التضخم تحت إدارة نظام الملالي. وزاد الكاتبان: كان كل دولار أمريكي في سبتمبر 2018 بقيمة 38900 ريال، وفي 4 سبتمبر 2018، وصل إلى 140000 ريال، وهذا يعني زيادة قدرها 260 % في سنة واحدة فقط، هذا الرقم يقابل تقريبًا نسبة التضخم التي بلغت 268% والتي حسبها البروفيسور هانكي. » ميزانية روحاني وأردف الكاتبان: في ديسمبر 2018، قدم روحاني ميزانية الدولة بقيمة 47 مليار دولار «بانخفاض بنسبة 85% مقارنة بميزانية 2018»، وقال المسؤولون «إن حسابات الميزانية تستند إلى سعر للنفط الخام متوقع من 50 إلى 54 دولارًا للبرميل وصادرات من 1 إلى 1.5 مليون برميل يوميًا». وأضافا: مع ذلك، انخفضت صادرات النفط الإيرانية بحدة قبل بضعة أشهر عندما بدأت العقوبات، باع النظام 2.3 مليون برميل نفط يوميًا في يونيو 2018، لكن الخبراء يعتقدون أنه باع فقط مليون برميل يوميًا في أغسطس 2018. واختتما بالقول: كما هو الحال في فنزويلا، أصبح معدل التضخم في إيران مطردًا، وبات اقتصاد إيران على حافة الانهيار؛ ومع ذلك، فإن وتيرة تسارع الانهيار الاقتصادي في إيران أكبر بكثير من وتيرة الانهيار الاقتصادي في فنزويلا.