لم تجعلنا برودة طقس يوم الجمعة الماضي الرابع من يناير 2019، والتي وصلت ل 15 درجة مئوية، لم تجعلنا نتردد أبدا في تلبية الدعوة التي تلقيناها من محافظ بقيق ورئيس اللجنة السياحية بالمحافظة محمد بن سعود المتحمي، ورئيس بلديتها ونائب رئيس اللجنة السياحية بالمحافظة المهندس فارس آل عريج لحضور مهرجان سفاري بقيق في عامه الثالث بالمنطقة الشرقية، بل إن برودة الطقس لم تمنع العائلات صغارهم قبل كبارهم من الحضور والاستمتاع بفعاليات المهرجان والتي كما ذكروا لي أن أعداد الحضور في آخر يوم كانت كبيرة جدا وكأن ختامها مسك حيث بلغت أعداد الزوار على مدى الأيام العشرة التي أقيم خلالها المهرجان أكثر من مائتي ألف زائر وزائرة. عند وصولي إلى أرض المهرجان فإن أول ما لفت نظري هو المساحة الكبيرة جدا التي أقيم عليها المهرجان حتى أنني لم أستطع أن أدرك ببصري أطرافه البعيدة، بعد ذلك دلفت إلى داخل أسواره والتي بنيت خصيصا لهذه الاحتفالية تحديدا، وهالتني كمية الخيام المنصوبة والتي بلغ عددها 210 خيمات، تم توفيرها مجانا للمشاركين من الأسر المنتجة والتي بلغ عددها 85 أسرة منتجة، تنوعت الفعاليات المشاركة ما بين خيم تراثية اشتملت على خيمة للراوي وخيمة ثقافية أقيم فيها عدد من الأمسيات الشعرية والشيلات التي تغنت بالوطن، تمت أيضا إقامة مسابقة للصقور شارك فيها ثلاثة أنواع من الصقور النادرة، كما شاركت مدرسة فرسان الوطن بمدينة الطائف بالخيول والفرسان والإبل فقد أذهلتني قوافل الإبل والتي كانت طوال الوقت تمر بجانبنا في سلسلة طويلة علمت (فيما بعد من مالكها ضيف الله الجعيد والذي كان متواجدا طوال الوقت للإشراف والمتابعة) أن عددها 50 إبلا استفسرت منه عن سبب دورانها طوال الوقت حول المهرجان والناس فأخبرني أنها تقدم دورا وكأنها في قديم الزمان عندما كانت الإبل تمشي في قوافل محملة بالتجارة حيث عبرت صحاري بقيق ومن ثم تدخل السوق كما كانت في الماضي يحميها 4 فرسان من اللصوص الذين كانوا ينقضون ويسرقون كل ما فيها، لذا فتواجد الفرسان يشكل للإبل ولما تحمله حماية بعد الله، أما الفروسية فقد شارك 20 من الخيل العربية الأصيلة قدمت استعراضات مذهلة في ميدان كبير جدا كان فيه فرسان بعضهم شارك في مسابقات دولية وقدموا استعراضات مختلفة من على ظهور الخيل كلعبة السيف والرمح ولعبة إطلاق النار وعروض أخرى تمثلت في أن يقوم فارس بالجلوس على ظهر اثنين من الخيول بحيث يكون الخيل ملاصقا للخيل الآخر ويقف الفارس واضعا إحدى رجليه على خيل والرجل الأخرى على الخيل الآخر في صورة تبين مدى التناغم بين الخيلين وفهم ما يريده منهم الفارس منطلقين بحركات رشيقة وسريعة، أيضا قدموا لعبة الموت الكاذب وهي أن يقوم الفارس بالتظاهر بأنه هو وخيله قد ماتوا وذلك بالاستلقاء على أرض الصحراء لإيهام العدو بأنهم ميتون للنجاة بأنفسهم، حقيقة لا تتسع مساحة المقال للحديث عن كل ما رأيت من فعاليات متنوعة وأريد أن أشيد بالتنظيم الرائع وبتواجد أكثر من 600 متطوع ومتطوعة موزعين داخل المهرجان لتقديم المساعدة ولإيصال الأطفال التائهين لذويهم ولتنظيم الدخول والخروج وغيرها من المساعدات، حقيقة شعرت بالسعادة وأنا أرى المهرجان يمتزج بروح الصحراء والأصالة العربية النادرة هذه الأيام.