أعجبت أيما إعجاب باحتفاء أدبي الأحساء باللغة العربية في مواقف عديدة ظهرت إحداها بمناسبة مرور اليوم العالمي لهذه اللغة الحية الخالدة التي جاء كتاب الله الكريم لإعلاء شأنها بين كافة لغات العالم، وفي إطارالاحتفال بفعاليات هذه المناسبة فقد استقبل النادي مؤخرا مجموعة من فتيات الأحساء وعقدت لهن ورشة عمل سلطت الأضواء فيها على طريقة اختيار الكتب المقروءة لتنمية الذات من خلال الموضوعات الفكرية والثقافية التي تشد المتلقي إليها وتحرك نزعة الاطلاع في نفسه وتقصي المعلومات المتواجدة داخل تلك الكتب، وقد كرم رئيس النادي الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري بهذه المناسبة الكاتبة الواعدة سارة الخليفة لمشاركتها الأدبية الفاعلة، وقد أعادت هذه المناسبة إلى ذاكرتي تلك القصيدة الرائعة التي أنشأها شاعر النيل حافظ إبراهيم «اللغة العربية تتحدث عن نفسها» واستعرضها في هذه العجالة نثرا ليقف أبناء هذه اللغة العظيمة على لغتهم وسحرها وجمالها وأنها صالحة لكل زمان ومكان لتعيش قوية وعملاقة وغير قابلة للانحسار أو الاندثار بفعل تقدم البشرية في مساراتها التقنية والعلمية، فتقول هذه اللغة الجميلة التي أنطقها الشاعر بأنها اتهمت ظلما بالعقم والتحجر والجمود وعدم قدرتها على التعبيرعن متطلبات العصر ومقتضياته ومسلماته رغم زهوها بين اللغات الحية بالفصاحة والبلاغة. ويمضي الشاعر في هذا الاستنطاق بأسلوبه الشيق فيقول على لسانها إنها لغة معطاءة بحكم ما يتوافر فيها من ثروة لفظية هائلة، فهي ليست عاجزة أو ضعيفة بدليل أنها وسعت كتاب الله واحتوت جميع أحكامه وتشريعاته. وما أحوج الأمة العربية في هذا العصر الذي كثرت فيه مفردات اللغات الأجنبية إلى الرجوع لمفردات لغتها العظيمة فهي واحدة من أسهل اللغات حول العالم وأكثرها انتشارا ويتحدث بها الملايين من البشر من العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فهي تنتمي إلى أصل اللغات السامية وهي لغة الضاد التي تحمل بين ثناياها التراث العربي الأصيل وما فيه من بلاغة وفصاحة، وقد نزل القرآن الكريم في شبه الجزيرة العربية باللغة العربية الفصحى والتي كان يتحدث بها الناس، وقد تعمق المسلمون في معانيها، وانتشرت اللغة العربية كما هو معروف بانتشار الإسلام، وقد حرص الأجانب من المسلمين على تعلم هذه اللغة للدخول في الإسلام وإقامة شعائره بطرق صحيحة. والحفاظ على اللغة العربية يمثل أساس الحفاظ على الهوية العربية، بل يمثل التحدث بها فخرا واعتزازا لأي إنسان، وهي من اللغات الحية التي تم توثيقها بمنظمة الأممالمتحدة واحتلت مركزا مرموقا ومتقدما بين لغات العالم، وهي لغة القرآن الكريم أي لغة الدين الحنيف، ومن أراد أن يحافظ عليها يحافظ على الدين، وهي محفوظة بحفظ كتاب الله مصداقا لقول رب العزة والجلال في محكم تنزيله الشريف «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».