أكد موقع «ميل آند غارديان»، الموقع الجنوب أفريقي، أن تنظيم «داعش» الإرهابي في غرب أفريقيا (ISWAP)، وهو منشق عن حركة بوكو حرام المتطرفة، كثف هجماته ضد الجيش في شمال شرق البلاد بمعدل ينذر بالخطر. » تسليح أفضل وقدم الموقع في تقرير له الأسباب الرئيسة لذلك، قائلا إن المتشددين باتوا أفضل تسليحا. وأوضح أن المقاتلين تمكنوا من تجميع ترسانة قوية بفضل المداهمات على القواعد العسكرية والاستيلاء على الأسلحة في الهجمات، وكذلك من خلال تهريب الأسلحة من البلدان الأفريقية الأخرى. وأضاف: في 27 ديسمبر، أظهر الإرهابيون قوتهم مرة أخرى خلال عملية استيلاء قصيرة على مدينة باغا، فخلال بضع ساعات، هزم المسلحون نحو 500 جندي من قوة تابعة للقوات متعددة الجنسيات، تتألف من جنود من نيجيرياوالنيجروتشاد والكاميرون. ونقل الموقع عن ساندا كيمي، أحد أفراد ميليشيات موالية للحكومة، في منطقة بحيرة تشاد قوله: حقيقة الأمر هي أن بوكو حرام مجهزة بشكل أفضل من الجنود، ولهذا السبب يواصلون مهاجمة وإجبار الجنود على الخروج من القواعد العسكرية. كما نقل الموقع عن اماتشي نوكولو، المحلل الأمني في المعهد الروماني للدراسات الأمنية في أبوجا، قوله: هناك قلة من الأسلحة والذخيرة لقواتنا القتالية، إنها مشكلة خطيرة. كما لفت الموقع إلى وجود أصوات متزايدة من داخل صفوف العسكريين، الذين ينتقدون الحالة السيئة لمعداتهم، مثل إمدادات الرصاص، التي لا تتوافق مع البنادق الموحدة للجيش. وبحسب التقرير، فقد سمحت الزيادة في تجارة الأسلحة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لتنظيم «داعش» في غرب أفريقيا، بالحصول على معدات أكثر تطورا، وأبرزها من القرن الأفريقي والشرق الأوسط عبر السودان، وفقا ل «يان سانت بيير»، خبير مكافحة الإرهاب في «موسيكون»، وهي شركة استشارات أمنية مقرها برلين. » جيش مرهق ومن ضمن الأسباب، التي أدت لزيادة هجمات التنظيم، تدهور الوضع الأمني في نيجيريا بسرعة في السنوات القليلة الماضية، ما اضطر الجيش إلى الانتشار على عدة جبهات في أجزاء عدة من البلاد. ومضى التقرير يقول «تمكن الجيش من إحراز تقدم عسكري مهم ضد الإرهابيين في نهاية 2015 ملاحقاً المسلحين خارج المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لكن منذ ذلك الحين تبنى المقاتلون تكتيكات حرب العصابات الأكثر تعقيداً. » تجنيد الأجانب أما ثالث أسباب زيادة الهجمات، فهي أن المتطرفين تمكنوا من تجنيد مقاتلين أجانب من ذوي الخبرة إلى صفوفهم، وبحسب المصدر الأمني، فقد أدى ذلك إلى ظهور تكتيكات جديدة وتكنولوجيا أكبر. وبالنسبة للخبير الأمني بيير، فإن هزائم داعش العسكرية في العراق وسوريا، وتوسيع المجموعة في منطقة الساحل والصحراء، قد أدى ذلك إلى تحسن كبير في حركة المقاتلين المسلحين في أفريقيا، وأوضح بيير أن تنظيم داعش في غرب أفريقيا نفذ حملة تجنيد مكثفة في نيجيريا ودول مجاورة مثل النيجروتشاد لمدة 6 أشهر، حيث يقدم أئمتها المتطرفون «الجماعة» كبديل موثوق وشرعي للحكومة. » تغيير الإستراتيجية ولفت التقرير إلى أن رابع الأسباب يتمثل في انقسام «بوكو حرام» في 2016 لمجموعتين، واحدة يترأسها أبوبكر شيكاو والثانية تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا، بسبب اختلافات أيديولوجية، الأمر الذي أدى إلى تغيير في الإستراتيجية بين مسلحي المجموعتين. ولفت إلى أن التنظيم في غرب أفريقيا لم يقبل باستخدام شيكاو للعنف الشعوائي ضد المدنيين، بينما تعهد هو فقط بضرب أهداف عسكرية أو حكومية صلبة. وقال بيير: إن الإستراتيجية الجديدة لكسب تأييد السكان المحليين أشد خطورة من التكتيكات القديمة لشيكاو في مواجهة عجز الجيش النيجيري.