قال الدكتور أحمد درويش إن الأديب العالمى نجيب محفوظ قد أطال عمر اللغة العربية، وهو يقدم نموذجا عالميا يميزه الإبداع والانضباط في الوقت ذاته، موضحا أن نجيب محفوظ بدأ حياته الأدبية بالتاريخ، إلا أنه جعله ماضيا يعاش، ولم يحصره فقط في أمور يقصها على قرائه، كما رصد نجيب محفوظ الواقع الغائب في روايته «ثرثرة فوق النيل». وأكد درويش أن المتأمل لكتابات نجيب محفوظ من بعده سيجده يرسم أعمالا بطريقة سردية هندسية، ثم يقوم بقلبها وقد اتضح ذلك في رواية «الطريق»، وكذلك رواية «أولاد حارتنا»، لذلك لا يمكن أن نعتبر محفوظ مؤرخا أو واعظا، بل هو مبدع صانع للمرايا. جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر بأمانة الدكتور سعيد المصري بعنوان: «نجيب محفوظ.. رؤى جديدة»، وذلك بمناسبة حلول ذكرى ميلاد الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، بالتزامن مع مرور ثلاثين عاما لحصد محفوظ جائزة نوبل للآداب. وقال الدكتور سعيد المصري: إن الأديب العالمي نجيب محفوظ لم يحظ حتى الآن بما يستحقه من تقدير، وشدد أن أدب محفوظ يحتاج إلى إعادة قراءة، مؤكدا أنه يسعى لاستصدار قانون خاص ينظم جائزة نجيب محفوظ، ويرفع قيمتها المالية، مشيرا أن هذه الجائزة ستشكل الأحداث الثقافية الأبرز لعام 2019م. فيما طالب الأديب يوسف القعيد بإصدار موسوعة تضم جميع ما كتب ونشر للأديب العالمي نجيب محفوظ، بالإضافة إلى ما كُتب عنه في الصحف والدراسات الأكاديمية. وأوضحت الأديبة اعتدال عثمان أن الروائي العالمي نجيب محفوظ نجح في توظيف الكتابة السردية المكثفة، وهي قالب سردي يختلف عما سبقه، وهو ما يكشف عن أركان القصة القصيرة جدا، مثل روايته «أصداء السيرة الذاتية». وأكدت أن «محفوظ» استطاع أن يقدم بامتياز رؤيته الخاصة للوجود التي تتصل بالقضايا المجتمعية والفلسفية التي شغلته وتتضافر معها، كما قدم في روايته «أصداء السيرة الذاتية وأحلام فترة النقاهة» كتابات تنفتح على السؤال والتي تعد إحدى تجاربه الإبداعية الفريدة والمختلفة. وعن الشائعات التي طالت محفوظ، قال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة: إن هناك شائعات مغلوطة أثيرت حول الأديب نجيب محفوظ، ومن ضمنها أنه كان كاتبا يمثل الطبقة الوسطى فقط وأنه كاتب ضد الدين، لكن هذه المزاعم والافتراءات أثبتت أن هؤلاء لم يقرأوا لمحفوظ على الإطلاق.