أكد عدد من رؤساء التحرير والإعلاميين في المملكة أن وفاة الإعلامي سليمان العيسى كانت بمثابة الصدمة لهم، مشيرين إلى حجم الفقد الذي ستشعر به الساحة الإعلامية في المملكة بعد أن ودعت أحد رموزها المعروفين منذ عدة عقود. وقالوا ل«عكاظ» إن تاريخ الفقيد الإعلامي يعطي تأكيدا على مساهمته الفاعلة في الرقي بالطرح الإعلامي في المملكة خلال سنوات عمله التي امتدت من الصحافة الورقية حتى وصوله للعمل التلفازي الذي أجاد فيه كثيرا. وقال تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض: «أتقدم إلى أسرة الفقيد بخالص التعازي والمواساة في وفاة صديقي العزيز ورفيق دربي والذي أسهم كثيرا في النقلات الضخمة التي شهدها الإعلام السعودي»، وأضاف مستذكرا ذكرياته مع الفقيد» زاملت الفقيد منذ أكثر من 40 عاما في فترة كانت تمثل فترة البناء للإعلام السعودي حيث انطلقنا سوية في الصحافة الرياضية وبرفقتنا راشد الراشد ومحمد الحجلان -رحمه الله- وغيرهم من الأسماء الجميلة التي مثلت الركائز الأساسية للانطلاقة القوية لإعلامنا السعودي، وذلك الجيل يعد من الأجيال الرائدة لوجود العديد من الميزات لعل أهمها عدم وجود الخصومات والتنازعات بينهم. واستطرد معرفتي بالفقيد تتجاوز الأربعة عقود ولم أسمع بأن له أية خصومة مع باقي الزملاء بل كانت الصداقة النقية هي السمة البارزة لتعامله مع أصدقائه وزملائه، ولعل الاعتدال والود هو أبرز ما يميز الفقيد حتى بعد انتقاله إلى التلفاز وظهوره كمذيع متميز ووصوله إلى مركز مرموق في الديوان الملكي الذي لم يأت إلا بعد سنوات طوال من الجهد والعمل. من جهته، قال فهد آل عقران رئيس تحرير صحيفة المدينة، إن خبر وفاة الزميل سليمان العيسى كان له بالغ الأثر في نفوسنا ولكننا راضون بقدر الله». واستطرد «أتقدم بالتعازي إلى الإعلام السعودي عامة ولأسرة الفقيد خاصة وأقول لهم عظم الله أجركم وألهمكم الصبر والسلوان». وعن علاقاتهم كإعلاميين مع الفقيد قال: «كنا نلتقي كثيرا مع الفقيد خلال جولات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خارج المملكة، فقد كان يتميز بعلاقته الطيبة مع الجميع، حيث تجده يتكلما مع هذا ويتلطف إلى ذاك دون أن يجرح أحدا بكلمة عابرة أو تصرف غير محمود،، وأضاف «أتذكر جيدا خلال لقاءاتنا مع الإعلاميين في الدول الغربية بمدافعته المستميتة عن الإعلام السعودي بالمنطق والحجة المقنعة ودائما ما كان يكسب النقاش رحمه الله». من جهته، قال محمد سمان مدير الإعلام في إمارة منطقة مكةالمكرمة متحدثا عن الفقيد: «ربما تكرست صورة ذهنية عن الراحل سليمان العيسى بأنه (مذيع الديوان الملكي) أو (رسول الأخبار الملكية) أو حتى (أيقونة المراسيم الملكية)، لكني كإعلامي أنظر إليه أنه أحد مؤسسي الانفتاح في الإعلام السعودي في وقت كان إعلامنا يكتسي (الرسمية) ويتحاشى (الانتقاد) و (النقد)»، أضاف «سليمان العيسى رحمه الله، كان صاحب فكر (تقدمي) لم يسبقه إليه أحد، فمن منا لا يتذكر برنامجه الشهير (مع الناس)، مؤسسا بذلك (الحوار مع المواطن) والحديث عن همومه. ولا أبالغ القول هنا أن ما نشهده في الساحة حاليا من برامج يتواجه فيها مع المسؤول لحل مشكلة المواطنين، سبقها إليهم سليمان العيسى»، واستطرد «رحم الله سليمان العيسى، فقد كسب احترام الحميع، كسب احترام مواطن بلاده، ومسؤول بلاده، وإعلام بلاده. ربما يحتاج جيل الإعلام الجديد، أن يعود إلى أرشيف القناة الأولى ويرى سليمان العيسى، الذي كان الجميع ينتظر برنامجه الشهير، فقد كان (صوته) و(طلته) و(أسلوبه)، يحترمها الجميع».