المقطع الذي انتشر للعم علي عندما قال (علمني لا تخليني لاني مقيد ولا مفكوك!!) طلعت عفوية لاقت رواجا عند الجمهور، كم في حياتنا من شواهد وأحداث لا نعلم حيثياتها ونحتاج أن نقول (علمونا!)، أذكر بعض الأمثلة، أبدأ بالمخططات السكنية، نجد من قد اشترى قطعة أرض وبنى عليها بيت العمر، وخلال سنوات بسيطة أصبح بيته عبارة عن صندوق بسيط بين برجين!، يا ترى كيف سيكون حاله مع هذه العشوائية، وكيف سيكون وضع الخصوصىية في فناء منزله، لسان حاله يردد مقولة العم علي.... يا المسؤول عن المخطط (علمني) بأن هذا المخطط سيكون على موعد مع الأبراج، حتى لا أتفأجا عندما أجدني محاطا بأبراج، بحيث يكون لدي الخيار، ربما لدي الاستطاعة أن أجعل منزلي برجا أو أبحث عن مخطط سكني! وماذا عن صحة المستهلك؟، عندما يتم الكشف عن مطعم مشهور بأنه يقدم وجباته ذات الأسعار الفلكية لزبائنه بلحوم منتهية الصلاحية، ثم نجد في اليوم التالي بأن الخبر منقوص حيث لم يذكر اسم المطعم، عن نفسي لا أعلم السبب من التكتم على ذكر اسم من أعماهم الجشع والتلاعب بصحة الناس، هل هو الخوف على مشاعرهم المرهفة؟ أو الخوف من سطوتهم؟ وهنا لسان حال كل زبون للمسؤول عن التكتم على هذا الخبر (علمني) باسم المطعم، وش الفائدة من ذكر نصف الحقيقة؟ عندما يعلم كل من تسول له نفسه الغش، بأن التشهير من أهم العقوبات التي لا ولن تستثني أحدا، سيحسب للرقابة بعد ذلك ألف حساب... انتقل إلى مثال إعلامي، فهناك برامج يتم إيقافها أو إيقاف من يقدمها، دون أن يكون هناك وضوح في أسباب الإيقاف، ونحن في زمن الانفتاح الفضائي، ومع غياب المعلومة من المصدر سنجد أنه من السهل جدا فبركة ألف قصة وقصة خلف كل إيقاف إن لم يجد المتلقي من المصدر أسباب الإيقاف وغيره، أتفهم أن هناك مسائل ليس من الصالح العام أن يتم إيضاحها لدواعي أمنية أو مصلحة عامة وخلافه أو قد لايكون هناك أي فائدة من ذكرها للجمهور. (علمني) يحتاجها الأبناء في الأسرة بحيث يكون هناك وضوح واقتناع لا رضوخ ينتج عنه سمع وطاعة وقتية، كلما ارتقت لغة الحوار بين الآباء والأبناء نتج عنه أبناء أسوياء لديهم درجة عالية في الحوار داخل الأسرة وفي المجتمع، (علمني) يحتاجها الطالب من معلمه بحيث تنتقل المعلومة عن طريق أساليب التعليم الخلاقة لا عن طريق التلقين، (علمني) يحتاجها الزبون من قبل التاجر على أن تكون المصداقية دستورا بينهما.. هناك أمور لا نحتاج أن نقول لأحد (علمني) إنها الوطنية والحب والانتماء لهذا الكيان، لأنها متجذرة في أرواحنا ومن افتقدها فلن تفلح أي مدرسة ولا أي منهج في تعليمها... وبمناسبة ذكرى البيعة كل عام والوطن وقيادته وشعبه بألف خير.