منذ عقود خلت والصحافة الرياضية بشكل عام تعمل على وتيرة واحدة وبلون واحد فقط، وكان الشارع الرياضي بحاجة لصحيفة متخصصة تتلون بكل الألوان لكن ذلك حدث لفترة زمنية بسيطة ثم سارت هذه الصحيفة وما تلاها من صحف على ذات الوتيرة. وفي الظروف الصعبة التي تمر بها الصحافة بشكل عام والرياضية بشكل خاص، اعتقد البعض أن يعي مسيروها خطورة المرحلة وأن تواكب تلك الصحف التغير الكبير في صناعة الإعلام، لكن للأسف ذلك لم يحدث، بل إن بعضها تعمق في أحادية اللون لدرجة منفرة، مما أوجد تساؤل ماذا يريد مسيرو هذه الصحف؟ لدرجة أن التعيين يكون على الميول؟! وقد أكد لي أحد رؤساء الصحف السابقين أنه وجد هذا الشرط في التعيين؟! للأسف هذا هو الواقع المرير. الوضع الصعب يحتاج لضخ دماء جديدة بفكر جديد يلبي طلبات كل الأطياف ولا يقبل خسارة كل الشرائح الرياضية لإرضاء شريحة واحدة، وإن كان لا بد فليصدروا ملحقا خاصا لهذه الشريحة ويتركوا الصفحات الرياضية لباقي الشرائح. صناعة الصحافة تمر بأصعب أوقاتها منذ نشأتها وتحتاج لطرح لا تحكمه الميول، فميول الصحفي يجب أن تخفيه المهنية وأن يتسم طرحه بالإنصاف والحيادية ومناقشة أمور ومشاكل كافة الأندية بما فيها مشاكل ناديه. وعلى الصحف أن تكون منبرا للجميع لا أن تكون منبرا لمهاجمة الجميع والدفاع عن النادي الأوحد، فمهما كانت جماهيرية هذا النادي فلن تتعدى 10 % من الجمهور الرياضي، فالعاقل لا يمكن أن يقبل بأن يخسر 90 % من القراء الرياضيين لتلبية ميوله. المحزن أكثر أن هذه العدوى انتقلت لكثير من البرامج الرياضية وأصبحت تعوم على عوم الصحافة الرياضية، قد يكون لأن المعدين ومدراء التحرير في تلك البرامج هم أنفسهم من يسطرون الكلمات في الصحف الورقية، لذلك المشكلة والمعاناة هي ذاتها. الصحافة الرياضية تحتضر وإن لم يتدخل العقلاء لإنقاذها وإعادتها للمسار الصحيح فلن ينفع مالكوها ورؤساء تحريرها والعاملين بها البكاء على اللبن المسكوب بعد فوات الأوان.. ليت شعري صحف أغلقت أبوابها وصحف أخرى تعاني وتئن؛ لأنها لم تقم بالإصلاحات الصحيحة ولم تطبق الحلول الناجعة لإنقاذ نفسها والصحافة بشكل عام والرياضية بشكل خاص بأن يكون شعار العمل (المهنية أولا وأخيرا لا الميول).