أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع بواقع 145 نقطة أي ما يقرب من 2%، وذلك رغم التقلبات القوية في أسواق النفط، ويبدو أن رغبة المتداولين اللافتة للشراء قد جعلت الإيجابية تستمر على أداء السوق السعودي للأسبوع الثاني على التوالي. ومن حسن الحظ أن الأخبار القادمة من اجتماع +opec قد أتت بعد إغلاق جلسة الخميس، ولذلك لم يشهد السوق تزامناً في الأداء مع أسواق النفط هذا بالإضافة إلى الارتفاع الطردي للسيولة مع ارتفاع السوق مما يشير إلى الرغبة الواضحة في الشراء، خاصةً في الشركات القيادية، التي لم يكن لها أي تحرك يذكر خلال الأسابيع الماضية كشركة الكهرباء السعودية ومعادن واتحاد اتصالات، التي ساهمت في تغليب الأداء الإيجابي على المؤشر العام للسوق. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع المنصرم، فقد بلغت نحو 17.8 مليار ريال مقارنةً بنحو 15.4 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وبالرغم من أن المؤشر العام لم يتمكن من تجاوز قمة شهر أكتوبر الماضي إلا أن هذا الارتفاع في السيولة يوحي بأن هذه القمة سيتم اختراقها بحول الله لأنه قد تم تجاوزها بالفعل، لكن المؤشر أنهى أداءه للأسبوع الماضي دونها بالإضافة إلى ارتفاع زخم الشراء، خاصةً على القطاعات القيادية، التي أتوقع أن يتحسن أداؤها أسبوعاً بعد آخر، وهذا يرفع من درجة التفاؤل باختراق مستوى 8.000 نقطة خلال الأيام القليلة القادمة. » التحليل الفني لا شك أن تكوين قاع صاعد أعلى من مستوى 7.000 نقطة، الذي تم قبل 3 أسابيع تقريباً، وذلك عند احترام مستوى 7.460 نقطة قد أعطى تصوراً واضحاً بأن المؤشر العام عازم على اختراق مستوى 8.000 نقطة رغم التخوّف من التأثير السلبي القادم من خارج الحدود سواءً من أسواق النفط أو من الأسواق العالمية لكن هذا الأمر لم يحدث بدليل أن المؤشر سجّل تحركات فنية إيجابية في خضمّ هذه الأحداث المتعاقبة وفي هذا تطمين للمتداول من الناحية الفنية بأن السوق ماضٍ في طريقه نحو مقاومات 8.000 نقطة ثم 8.300 نقطة لكن لا بد من استمرار ارتفاع السيولة بشكل مطّرد حتى يتحقق هذا السيناريو. وأعتقد أن نجاح هذه الفرضيّة الآنفة الذكر مرهونة بتحسن الأداء الفني لقطاع المواد الأساسية وقطاع البنوك، اللذين لا يزالان حتى الآن في مسارات تصحيحية. في المقابل، أجد أن الأداء الفني لقطاعيّ الاتصالات والمرافق الخدمية جيد، وأن المؤشرات الفنية تشير إلى أنه ما زال هناك مجال للمزيد من المكاسب على هذين القطاعيَن الحيوييَن، وهذا بلا شك سيدفع السوق للمزيد من الارتفاعات. » أسواق السلع العالمية لا شك أن تحركات النفط للأسبوع المنصرم كانت من أقوى التحركات خلال العام 2018م كاملاً، وذلك للتذبذبات القوية التي شابت الأداء العام، فبعد 8 أسابيع من الهبوط المتواصل وصلت أسعار الخام عند مستويات أثارت قلق الدول المنتجة بالإضافة إلى التخوف العالمي من انكماش النمو للعالم كله جرّاء هذه التراجعات، وكانت هذه الأسباب أكثر من كافية لدفع مجموعة +opec لاتخاذ قرار خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل وهذا ما جعل الأسعار ترتد صعوداً خلال جلسة نهاية الأسبوع الماضي. وأعتقد من الناحية الفنية أن الثبات فوق مستوى 60$ على خام برنت مطلب مهم حتى يتم التأكد بأن الأسعار بدأت بالارتداد بالفعل، وهذا ما حدث بالفعل ولا يجب بأي حال من الأحوال أن يعود الخام دون هذا المستوى، أما خام نايمكس فإنه قد وصل إلى دعم قوي للغاية عند مستوى 50$ واحترام هذا المستوى أعطى شعوراً بأن الخام بصدد الارتداد بالفعل خلال ما تبقى من تداولات العام الحالي.