لم يكن تاريخ الثالث من شهر ربيع الآخر لعام 1436 يوما عاديا على المملكة العربية السعودية، ففي هذا اليوم تمت مبايعة ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين على الحكم وإعلانه ملكا للمملكة العربية السعودية، بعد وفاة أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه. واليوم الإثنين هو الثالث من ربيع الآخر 1440ه، تحتفل المملكة العربية السعودية، مواطنوها ومقيموها، بذكرى البيعة الرابعة وتولي الملك سلمان مقاليد الحكم في البلاد، فهي ذكرى عزيزة وغالية في وجدان وذاكرة الشعب السعودي؛ لما يمثله حفظه الله من مكانة عالية متخذا – حفظه الله- نهج أبيه وإخوانه الملوك - رحمهم الله جميعا - في سياسة المملكة العربية السعودية من حيث توفير الأمن والخير والرفاهية للمواطن والذي يمثل أسمى معاني الولاء والتفاف الرعية حول الراعي والوقوف أيضا مع جيرانه وإخوانه الأشقاء الخليجيين والعرب يدا بيد، فأياديه البيضاء حفظه الله تمتد للقاصي والداني، فالقضية اليمنية والفلسطينية والأزمة السورية وملف الإرهاب من أولى اهتماماته فهو حريص على استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار فيها. ومسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مسيرة ملؤها العطاء والإنجاز، مسيرة ملؤها المستقبل المشرق لهذه البلاد، ففي كل شبر فيها من أقصى الشرق للغرب ومن أقصى الشمال للجنوب شاهدة على التطور والإنجاز المستمر والداعم من حكومتنا الرشيدة عبر سلسلة من مختلف المشاريع في شتى المجالات كالمشاريع الاقتصادية العملاقة والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة وغيرها الكثير. وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، دائما وأبدا يتذكر أبناءه المواطنين في الداخل والخارج، فهو حفظه الله يوجه بإلحاق الطلاب والطالبات الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات في جميع دول العالم بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لما يحظى به قطاع التعليم من دعم سخي واستثنائي في بلانا من ولاة أمرنا. فاليوم وفي ذكرى البيعة الرابعة، يفتتح ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- مشروع الملك سلمان للطاقة (سبارك) في مدينة الظهران، هذا المشروع سيحقق فوائد اقتصادية مستدامة وسيوفر مائة ألف وظيفة متوقعة بحلول عام 2035. وتهدف التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030، بتحويل المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، ومشروع القدية الذي يهدف إلى بناء مستقبل مشرق عبر مجموعة من الأنشطة الرياضية الترفيهية والعروض الثقافية ضمن مرافق ومنشآت جديدة متطورة، تلبي احتياجات الجميع، من المتنزهات الترفيهية إلى مدن الألعاب وميادين السباقات ورحلات السفاري، والذي يمثل المشروع لبنة أساسية ضمن رؤية المملكة 2030، حيث سيسهم في إضفاء زخم جديد لنمو الصناعات الإبداعية في المملكة، فثلثا الشعب السعودي تقريبا هم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما والذي سيوفر لهم آلاف الفرص الوظيفية، حيث تتجاوز مساحة المشروع مرتين ونصف ضعف مساحة ديزني وورلد، أو 100 ضعف مساحة سنترال بارك، التي سوف تستقبل نحو 17 مليون زائر بحلول عام 2030. هذه قطرات من بحر المشاريع المتدفقة الحيوية العملاقة، التي ستؤتي ثمارها للأجيال القادمة، بقيادة ملك الحزم والعزم وولي عهده الأمين - حفظهم الله.