جميلة هي الروح الرياضية التي خرج بها ديربي المنطقة الشرقية الذي جمع القادسية والاتفاق في الجولة ال 12 لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، فدائما ما ننادي بالتحلي بهذه الروح ونبذ التعصب من قبل كل عنصر من عناصر الساحرة المستديرة. الروح الرياضية مطلوبة أثناء وبعد المباراة، من خلال تصافح اللاعبين والمدربين وتحية الجمهور للاعبين سواء كان فريقهم فائزا، أو حتى خاسرا، هذه هي الروح الرياضية التي نعرفها. لكن ما شاهدناه في مقصورة استاد الأمير سعود بن جلوي الذي استضاف الديربي لم يكن روحا رياضية على الإطلاق فالمبالغة في الشيء دائما ما تأتي بنتائج عكسية، والمثل يقول «اذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده». رئيس الاتفاق رفع الراية البيضاء، وأيقن أن فريقه لن يكون بمقدوره تسجيل أهداف أمام القادسية، وترك فريقه أثناء سير المباراة وهو متأخر في النتيجة بهدف مقابل لا شيء وذهب لالتقاط السيلفي مع رئيس القادسية، ليستقبل الاتفاق الهدف الثاني والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. إذا كان هذا حال رئيس النادي فماذا ستكون شيمة اللاعبين، فحتما عندما يشاهدون هذا المنظر فالطبيعي أن يستسلموا أيضا لمنافسهم وتخيم على الفريق الروح الانهزامية. مع بداية الموسم ارتفع سقف طموحات الجماهير الاتفاقية، بعد الانطلاقة القوية في المباريات الست الأولى، لاسيما بعد الفوز الكبير على الأهلي وتصدر المهاجم الأرجنتيني خوانكا قائمة الهدافين، ولكن بعد مباراة الأهلي تدهورت النتائج وانقلب الحال من النقيض إلى النقيض، وتم تغيير المدرب لإرضاء بعض اللاعبين وهذه سالفة أخرى، بعدما خرج المدرب الأرجوياني ليوناردو راموس بتصريحات اتهم فيها بعض اللاعبين بالتخاذل والتسبب في النتائج السلبية حتى تتم إقالته. كلام المدرب خطير وكان لا بد أن يكون للإدارة وقفة والتحقق من الأمر مهما كانت أهمية اللاعب بالنسبة للفريق، وتعلن للجماهير الاتفاقية الحقيقة سواء بتبرئة اللاعبين، أو معاقبة المتسبب حتى يكون الجمهور الاتفاقي على علم بما يحدث، لكن الإدارة الاتفاقية آثرت السلامة بالصمت وعدم التطرق للأمر.