بالنسبة للأطفال الصغار، فهم غالبا ما يكونون أكثر من غيرهم تحسسا للنكهات والروائح وقوائم الطعام كذلك. على الرغم من أن الأطفال يبدأون في عمر مبكر بتكوين ذائقتهم الغذائية المفضلة، إلا أنه يصعب التكهن بما قد يحبونه في وجبة معينة وفي يوم معين، لأن تفضيلاتهم تتغير باستمرار. ولكن الهدف في نهاية الأمر عندما يكون لديك طفل انتقائي في طعامه، فعليك أن تجرب دائما أطعمة جديدة؛ لكي لا تتحول عملية إطعامه إلى معركة. قد يكره الطفل طعامه المفضل وقد يرميه على الأرض أو يبصقه، وقد يتحول ذلك إلى عادة يومية، ولكن يعود مرة أخرى - وبشكل غير متوقع - إلى أن يسعى هو للحصول على نفس هذا الطعام. يقلق الكثير من الأهل بشأن ما يتناوله أطفالهم وما يرفضون تناوله. ومع ذلك، يحصل الكثير من الأطفال على تشكيلة واسعة من الأطعمة المتنوعة في الوجبات التي يتناولونها على مدار الأسبوع. فلا تقلق أو تُحبط من سلوك طفلك، وحاول دائما أن تقدم له خيارات مغرية وصحية في نفس الوقت، ويجب أن تقر بأن شهية طفلك أو تفضيلاته الغذائية لذلك اليوم قد تختلف تماما عن أمس أو غدا، فهذه هي طبيعة الأطفال المتقلبة. ولكن إلى أن تنضج ذائقة وتفضيلات طفلك من الطعام، يمكنك اتباع الإستراتيجيات التالية لتجنب الخلافات، ولكي تشجع الطفل الانتقائي في أسرتك على تناول وجبات صحية ومتوازنة: • كن قدوة لطفلك: يجب ألا تكون قائمة الطعام مقصورة فقط على الأطعمة التي يفضلها الطفل، يجب على الطفل أن يختار من بين تشكيلة واسعة من الأطعمة في وقت تناول وجبته، ويجب أن تكون من ضمن تلك الخيارات الخضراوات والفواكه والبروتينات والنشويات. • التزم بروتين محدد: أنت كأب أو كأم، تستطيعان أن تحددا مكان ووقت تقديم الطعام، وأن تقررا ما إذا سيتناول الطفل الطعام أم لا، وحتى كيفية تناوله. ضعا جدولا للوجبات الأساسية والجانبية، وتجنبا إعطاء الطفل الأطعمة بين جداول الطعام المقررة. من المعروف أن الوجبتين الأساسية والجانبية مهمتان جدا لنمو الطفل ولتلبية احتياجاته الغذائية. فإن اختار طفلك ألا يتناول وجبة أساسية أو خفيفة معينة، فبإمكانه أن ينتظر ساعات قليلة إلى حين وجبته التالية المثبتة على الجدول. وإن رفض الطفل الطعام، فيمكنك أن تجلسه على المائدة إلى أن ينتهي أغلبية أفراد الأسرة الباقين من تناول طعامهم. • ليكن تناول الطعام أمرا مسليا: يجب الاهتمام دائما بالبيئة المحيطة بوقت تناول الطعام. فالموضوعات التي تناقشها الأسرة يجب أن تكون لطيفة ومسلية، وأن يكون مكان تناول الطعام نظيفا ومشرقا مع أقل حد ممكن من مصادر الازعاج أو التشويش. وقت تناول الطعام يجب ألا يتخلله مشاهدة التلفاز أو الجدال أو النقاشات الحادة. • الصبر مهم عند تقديم أطعمة جديدة للطفل: إن لم يحب طفلك أو لم يرغب في تناول مأكولات معينة قمت بطبخها أو إعدادها كوجبة أساسية أو جانبية، فلا تقلق أبدا. كافح إغراء العودة إلى المطبخ لطبخ طعام جديد تعلم أن طفلك سيتناوله. إن رفض الطفل تناول طعام ما، فستكون هنالك وجبة أخرى خلال ساعات قليلة، وعليه أن ينتظر لحين موعد الوجبة التالية. إن جاع الطفل لأنه اختار عدم تناول الطعام، فمن المحتمل جدا أنه سيتناول الطعام في المرة التالية. • لا تقدم الحلوى للطفل كمكافأة: لست بحاجة إلى تقديم الحلوى بعد كل وجبة أو كل يوم. إن التوقف عن إعطاء الحلويات للطفل يوصل له رسالة بأن الحلوى طعام رائع، وهذا قد يزيد من رغبة الطفل في تناول الحلويات. حاول أن تحدد ماهية تلك الحلوى، واستبدلها بالفواكه أو الزبادي أو غيرها من الخيارات الصحية.