يهدد شبح البدانة الأطفال بسبب إقبالهم على تناول الوجبات السريعة بصورة شبه يومية وعدم ممارستهم الرياضة بحجة الدراسة ، وفى المقابل نجد أنه لا يوجد لديهم نشاط محدد سوى مشاهدة التليفزيون والجلوس لساعات أمام الكمبيوتر. ويشير العديد من الدراسات والإحصائيات إلى أن وحش زيادة الوزن يغتال أطفالنا، وقد حذر خبراء وخبيرات تغذية من خطر السمنة على الصغار ، لكن نظرة واحدة على مشهد الأطفال في ساعة الانصراف من المدارس وهم يحملون علب المياه الغازية وأكياس البطاطا المقلية تؤكد على خطورة الوضع. الحل يكمن في تناول الغذاء الصحي، لكن المشكلة كيف نقنع الأطفال بذلك؟ الإجابة في النصائح التالية: إن كنت تريدين لطفلك حقا أن ينشأ على عادات صحية في تناول الطعام، فينصحك الخبراء بأن أول شيء يجب وضعه في الاعتبار هو احترام شهيته، فالصغار يميلون إلى تناول الطعام فقط عندما يشعرون بالجوع، وإذا كان طفلك غير جائع فلا تستخدمي القوة أو التهديد لإجباره على تناول الطعام. كما يجب ألا تستخدمي أي اغراءات لإغرائه بتناول الطعام، فقط دعيه يأكل عندما تدعوه شهيته الى ذلك. فرض القيود يعتقد بعض الأمهات أن فرض قيود على الأطعمة غير الصحية التي تسبب زيادة الوزن لدى الطفل عين الصواب، لكن الحقيقة أنها فكرة غير صائبة بالمرة. فالممنوع مرغوب كما يقول المثل، وقد تكون شخصية الطفل من النوع العنيد، فيصمم على تناول هذه الأطعمة من ورائك. كما أن ذلك قد يسبب النفور لدى طفل آخر من أطعمة معينة، إضافة إلى أن هذه القيود يمكن أن تزيد بعض الاضطرابات المتعلقة بالأكل في المستقبل مثل: فقدان الشهية أو الشره المرضي. الخيارات الصحية من الضروري أن تشتمل الوجبات على أكبر قدر ممكن من الخيارات الصحية. اجعلي طبق السلطة الذي يحتوي على الأوراق الخضراء والمزين بالألوان المختلفة عادة يومية على مائدة الطعام. كما أن وضع الفواكه في وعاء على الطاولة أمام الطفل أفضل من دفنها في أدراج الثلاجة، مع ملاحظة عدم إجباره على تناولها، فوجودها أمامه سيجعله يتناولها آجلا أو عاجلا. وبدلا من وصف الأطعمة بأنها سيئة أو جيدة، تحدثي مع طفلك بأسلوب بسيط وبعيد عن الوعظ والأوامر عن كل الخيارات. وضحي له أنواع الطعام الصحي التي يؤدي تناوله إلى صحة جيدة خلال ممارسته الألعاب الرياضية وتمنحه تركيزا أفضل في المدرسة مثل منتجات الألبان. شجعيه على اختيار الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون، واشرحي له أنها تحتوي على المواد المضادة للأكسدة التي تمنح جلده وشعره البريق. الالتزام بالمواعيد احرصي على أن تتناول الأسرة وجبات الطعام في موعدها، فالتفاف الأسرة حول مائدة واحدة يترك في ذهن الطفل معاني دافئة وجميلة، ولا تنسي اختيار الوجبات الخفيفة الصحية مع الإكثار من الخضراوات والفاكهة وعدم تخطي الوجبات كي لا يقلدونك. تذكري أنهم سيحذون حذوك عندما يشاهدونك تتناولين الطعام الصحي. كما أن الأطعمة غير الصحية تحتوي على قدر هائل من الإغراء للطفل، لذا تتعلق غالبية الأطفال بمطاعم الوجبات السريعة، لمَ لا تقومين بتقليد استراتيجيات هذه المطاعم وجذب طفلك إلى الطعام الصحي على طريقتها ؟ بقدر ما تستطيعين اجعلي وجبات طفلك تشتمل على قدر كبير من الألوان والعصائر الطبيعية. كما يمكن أن تفعلي ما تفعله هذه المطاعم. ضعي الطعام الصحي في صندوق ملون وضعي بجانب الوجبة لعبة بسيطة، هذه الحيل البسيطة ستجعل طفلك يتعلق بتناول كل ما هو صحي. لا تتذمري من اختياراته يختار الأطفال الأطعمة غير الصحية التي تحتوي على الدهون والسعرات العالية كالبطاطا المقلية والهمبرغر والهوت دوغ والمياه الغازية والحلويات، بدلا من أن تتذمري عندما يختار أطفالك هذا الطعام غير الصحي، قومي بتوجيههم من خلال إيجاد خيارات وبدائل أكثر صحة، فبدلا من رقائق البطاطا العادية قدمي لهم رقائق الخبز الأسمر، وإذا كان طفلك يريد الحلوى اغمسي الفراولة الطازجة في قليل من صلصة الشوكولاتة، وبدلا من شراء البطاطا المقلية قطعي البطاطا وحمصيها في الفرن. كما يمكنك الاحتفاظ بالفواكه المجففة في المنزل لتناولها بين الوجبات الرئيسة. اعلمي أن وجود الأطفال في المطبخ يمثل لهم الكثير من المتعة، لكن الأهم أن السماح لهم بمساعدتك على القيام ببعض المهام في المطبخ مثل شطف الخضراوات والفاكهة أو التحريك تمنحهم الشعور بأنهم شاركوا في عملية إعداد وجبة صحية. الشعور بالفخر سيجعلهم يشعرون بالحماس لمشاركة بقية أفراد الأسرة في تناول الطعام الصحي.