من حيث الواقع يظل الديربي العتيق، بين القلعة والعميد، ملح الكرة السعودية ماضيا وحاضرا، وإن خرج الاتحاد في النزالات السابقة بمفاجآت غير سارة، وقدم مستويات باهتة، لا تسر صديقا ولا عدوا، فما زال الأخير يبحث عن نفسه بعد الخسائر المؤلمة متذيلا سلم الترتيب بنقطتين من تسع جولات، فعلى ذلك الذي حصل لم يمر به الاتحاد طوال مسيرته الكروية.. ولكن يظل السؤال المحير لعشاقه متى يعود إتي الغربية؟! فعراقة الديربي تتجلى مساء اليوم بين الجارين، فمهما كان التفاوت في المستويات إلا أن ذلك لا يقاس ولا يخضع لأي معايير، وهو الأمر الذي يتسلح به العميد، فالتهيئة النفسية والحضور الجماهيري هما الدواء للخروج من دوامة الخسائر ومصالحة محبيه، وإن كانت الأعباء ثقيلة على البيت الاتحادي ولكن مفاده بأن يستنهض ويستنفر قوته وإمكانياته، فلقاء اليوم هل ستكون فيه العودة للعميد أم سيضيق عليه السفير مرة أخرى الخناق، ويذهب بكل عفوية لانتظار الفترة الشتوية.!! فالأهلي هو الآخر استفاق بعد كارثة الاتفاق، وكسب بعدها ثلاثة لقاءات، بمستويات عالية وثبات، اطمأنت الجماهير بعدها بأن الفريق قد عاد، وما هي إلا أيام وأتته الخسارة بهدفين من كمارا، فلم تجمل القلعة يا حسافة، وأصبح الفريق ثالثا في سلم الترتيب، وابتعد في المنافسة على الصدارة، فاحترام الخصم أيا كان هو الإبداع والثقافة، فليس هناك شيء مضمون في عالم الغدارة، فكان درسا تلقته الإدارة. لكي تتقن فن التصاريح بكل مهارة، فالليلة الغريم التقليدي يريد العودة من بوابة القلعة، فهل يفعلها الجار أم يثبته الأهلي كما هو في آخر المدار؟ وبالتالي ننتظر الليلة من يصلح أموره أمام جمهوره.!!