أبدى عدد من أهالي حاضرة الدمام ملاحظاتهم حول بعض مشاريع وزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية والخاصة بالطرق وإنشاء الجسور والأنفاق، مبينين أن آلية تنفيذ بعض هذه المشاريع تتسبب في الاختناقات المرورية المستمرة بالإضافة إلى صعوبة حركة المشاة، وتعطل البيع والشراء بالعديد من الأسواق التجارية والمحلات المتواجدة بمحيط منطقة العمل، لافتين إلى أن هناك العديد من المشاريع التي استغرقت وقتا طويلا للإنجاز وتعدت الموعد المحدد لها والمشار إليه باللوحات الإلكترونية التي توضع قبل البدء في المشروع بأشهر وسنوات، وطالبوا وزارتي النقل والشؤون البلدية والقروية بضرورة الاستفادة من الأخطاء السابقة في هذه المشاريع وتلافيها مستقبلا، والقدرة على تحديد المدة التي تستغرقها المشاريع بشكل أكثر واقعية وشفافية. «اليوم» استطلعت الآراء ورصدت الملاحظات من خلال جولة ميدانية شملت عددا من طرق حاضرة الدمام التي تحتوي على مشروعات إنشائية للطرق والأنفاق والجسور. عوائق المشاة أكد المواطن محمد الغامدي أن كباري المشاة لا تخدم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى فهي مرتفعة جدا وبعضها يوجد به أكثر من 50 درجة وهذا متعب للغاية، ولا يوجد مصعد كهربائي أو سلالم متحركة ويستغرق قطع الطريق عبرها ضعف الوقت المستغرق للمرور بين المركبات والدليل ندرة المشاة التي يقصدونها، بالرغم من التكلفة الهائلة التي تنفق في إنشاء هذا الكباري وفي النهاية يقوم المشاة بقطع الطريق وابتكار ثغرات لتجاوز الطريق بطريقه أكثر يسرا، مضيفا: إن هناك تأخيرا دائما في إنجاز مشاريع الأنفاق والكباري مما أثر سلبا على أهالي الدمام الذين ينتظرون بالساعات أمام التحويلات وإغلاق الطرق، والمتابع لمشروع الدائري ونفق طريق الأمير محمد بن فهد يلاحظ ذلك وللأسف توجد أخطاء متكررة في التصميم مثل قرب مخرج الدوران من الإشارة وبالتالي لا تتم الاستفادة من المخرج إلا عندما تضيء الإشارة باللون الأخضر، مضيفا: إن الخطأ البشري وارد في تصميم الأنفاق والكباري ولكن من غير المعقول تكرار نفس الخطأ حتى أصبحت ظاهرة بارزة للعيان. وطالب الغامدي بضرورة التعاقد مع مكاتب هندسية ذات كفاءة ورؤية والاستفادة من تجارب الدول المجاورة في كيفية تنفيذ مشاريع الطرق كما أنه يجب تقييم المكتب الهندسي المشرف على المشروع وأن يكون لآراء الناس دور في ذلك بنسبة معينة خاصة أن الازدحام ازداد وهذه المشاريع تكلف الدولة مليارات الريالات ويجب أن يتم عمل المشروع بدقة عالية. » أخطاء متكررة وأشار عبدالله الحبيب إلى أن آلية تنفيذ بعض المشاريع تسببت في إغلاق العديد من الطرق والشوارع لمدة سنوات عديدة وأصبحنا نذهب لأعمالنا من طريق ونعود من طريق آخر والأخطار تداهمنا في كل يوم، نظرا لأن غالبية المشاريع تفتقد لوسائل السلامة والإرشادات المضيئة، وتنتشر الحواجز الإسمنتية حتى بعد الانتهاء من إنجاز بعض المشاريع مما يشوه المنظر العام للطريق. وأضاف الحبيب: إن بعض الأنفاق تعاني من سوء الصرف الصحي وتمتلئ بمياه الأمطار بشكل مستمر مما يعيق الحركة المرورية، وبعضها يوجد به سوء سفلتة، وعلى الرغم من عدم تقصير الدولة في إنفاق مبالغ وميزانيات طائلة على هذه المشروعات، إلا أن الأخطاء مستمرة وفادحة، وأذكر مثالا على ذلك الشركة القائمة على مشروع الطريق الساحلي أخذت جزءا من الطريق وحولته إلى سكن خاص للعمالة. » حوادث يومية وأشار علي العسيري إلى أن الحوادث اليومية التي تشهد احتكاكا بين المركبات هي بسبب كثرة التحويلات وزيادة الازدحام خاصة في الطرق الرئيسة مثل طرق الدمام - الخبر السريع، والدمام - الظهران. والدمام - الجبيل، فضلا عن نفق مدخل الدمام الذي يمثل معاناة كبيرة. ويتساءل العسيري.. هل يعقل أن يكون أحد مداخل الدمام فقط مسارين وأن يتسبب في الحوادث والاختناقات بشكل مستمر، وكذلك الحال لنفق ملعب الأمير محمد بن فهد وأنه وبالرغم من هذه الازدحامات فإن الحلول ضئيلة والتنظيم المروري غائب ويزداد الأمر سوءا في حالة وقوع حادث بسيط على الطريق فتبدأ المركبات بالتكدس ويظل الطريق متوقفا بالساعات مما يتسبب في تأخر مرتادي الطريق عن مصالحهم وأعمالهم. مطالبا بضرورة عودة نظام تصوير الحادث والتحرك من الموقع وضرورة وجود دوريات مرورية على هذه الطرق السريعة بشكل مستمر وفعال. » غياب التصميم وأكد فتحي الحمدان أن مخارج الطريق ومداخله فيها الكثير من سوء التصميم فهي لا تراعي وجود المنشآت الحكومية والجهات الرسمية ولا يوجد لها دور للمساهمة في حل معضلة الازدحام، بالإضافة إلى أنها تعرقل حركة البيع والشراء بالنسبة للمحال التجارية والشركات وغيرها والتي تقع بمحيط منطقة العمل. وأضاف الحمدان: إن بعض مداخل طريق الجبيل تفتقد للتنظيم وتتسبب في ازدحام شديد كما أن وجود الشاحنات يعطل الحركة على طريق الدمام - الجبيل، والمواطن يفتقد للاستفادة من الجزيرة التي تفصل الطريقين حيث لا يوجد فيها تشجير ولا أي منظر جمالي، وكذلك طريق أبو حدرية المقابل لمستشفى الأمل والصحة النفسية يشهد وجود سوء سفلتة منذ سنوات طويلة دون حل كما أن المخرج المقابل له يتسبب في حوادث مرورية باستمرار. » تخبط الأولويات ويشير علي الغامدي إلى وجود أخطاء متكررة في إنشاء الكباري والأنفاق، واختيار الأماكن التي أنشئت فيها من الأساس، بالإضافة إلى وجود المخارج بجانب الإشارات وفي حالة الازدحام المروري لا تتم الاستفادة من المخرج، كذلك توزيع وقت الإشارات يساهم في الازدحام فليس من المعقول أن بعض الإشارات التي تشهد ازدحاما يكون الوقت فيها قليلا جدا كما أن الاستغناء عن الإشارات واستبدالها بالدوارات سيحل كثيرا من مشاكل الازدحام ويساعد في انسيابية حركة المرور بشكل كبير. وأضاف الغامدي: إن هناك شيئا غريبا في بعض الكباري مثل تقاطع طريق الملك فهد مع طريق أبو حدرية واللذين يعتبران أهم طريقين في المنطقة الشرقية لا يوجد بهما مخرج للعودة إلى الدمام للذاهبين إلى المطار وطالب الغامدي القائمين على إنشاء الطرق بضرورة وضع الأولويات عند اختيار المشاريع التي سيتم البدء فيها. الجسور هي المستقبل وأكد أستاذ هندسة وإدارة التشييد المشارك بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. عثمان الشمراني أن مستخدمي طرق المنطقة الشرقية يلحظون الفوارق الخاصة بجودة وسلامة الطرق فتارة تجد الطرق المسفلتة والمرصوفة والمخططة جيدا والمزودة بالإرشادات المرورية اللازمة ووسائل السلامة، وتارة تستخدم بعض الطرق التي تفتقر إلى أدنى وسائل السلامة والأمان حيث تكثر الحفر والمطبات المفاجئة في بعض الطرق مع عدم وجود إنارة كافية للطريق وافتقار بعض الطرق للوحات الإرشادية في ظل عدم وجود خطوط تحديد مسارات الطريق مما يجعل السائق يخرج عن مساره دون شعور مما يعرض نفسه والآخرين للخطر. ويقول د. الشمراني: أمنيتي المستقبلية ألا ينشأ بالمملكة أي أنفاق لعدة أسباب منها أن هذه الأنفاق في وقت الأمطار تصبح أكثر عرضة لاحتباس مياه الأمطار لعدم وجود مصارف مفضية إلى مناطق تصريف أو تجميع آمنة وكذلك لأن طبيعة التربة ذات نفاذية منخفضة مما يتسبب في إعاقة تغلغل المياه وانتقالها من الطبقات العلوية في التربة إلى الطبقات السفلية مما يتسبب في تراكم المياه في النفق خصوصا مع تعطل المضخات الكهربائية المخصصة، مما يتسبب في شلل في حركة السير في المدن أثناء هطول الأمطار والكثير من الدراسات أثبتت أن إنشاء الجسور (الكباري) على عدة ارتفاعات أسرع وأسهل في التنفيذ وأوفر من النواحي الاقتصادية خصوصا في المواقع التي يكون فيها منسوب المياه مرتفعا كالمنطقة الشرقية. لذلك تجد في معظم المدن العالمية الكبرى الاعتماد الكلي على إنشاء الجسور وتكمن جودة الطرق في جودة المواصفات ثم الالتزام بتطبيق المواصفات واختبار تحقيقها، ومعظم أسباب فشل وتدهور الطرق السريع يعود لعدم الالتزام بتطبيق المواصفات والتي تخفق في مراقبة تطبيقها الجهات الاستشارية، مضيفا: إن هناك اختبارات كثيرة جدا يتوجب عملها من المقاول والمهندس. ويشير د. الشمراني إلى أن بعض الدراسات المعمولة في المملكة تؤكد أن سرعة تدهور الطرق سببها نوع الحصى والركام المستخدم الذي لا يتطابق مع المواصفات ويجب تصميم الطرق لتحمل أوزان معينة وإذا زادت هذه الأحمال عن المتوقع فإن ذلك يؤدي إلى تدهور الطريق، ومن الملاحظ أن أول جزء يتدهور في الطرق هو المسار الأيمن المخصص للشاحنات وسيارات النقل الكبيرة. ومما لا يدع مجالا للشك أن بعض هذه الناقلات لا تلتزم بالأوزان المسموحة في الطرق مما يجعلها من المسببات الرئيسة لتدهور وفشل الطريق. » تطبيق أعلى المواصفات وكشف رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية د. عبدالحميد المعجل أن دور الجمعية السعودية للسلامة المرورية يقتصر على تنمية الفكر العلمي في مجال السلامة المرورية والعمل على تطويره وتنشيطه وتقديم المشورة العلمية في السلامة المرورية والقيام بالدراسات اللازمة لرفع مستوى الأداء، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي المروري لدى أفراد المجتمع. مضيفا: إن من أهم وسائل السلامة المفترض تواجدها على الطرق هو سرعة الاستفادة بأقصى حد ممكن في مجال استخدام وتطبيق التقنيات الحديثة وأنظمة النقل الذكي (ITS) وإدارة السلامة على الطرق بهدف تعزيز السلامة المرورية على شبكة الطرق في المملكة. وحث المعجل القطاعين العام والخاص على الاستثمار في مشاريع تطبيق التقنيات الحديثة لإدارة الحركة المرورية وأنظمة النقل الذكي على شبكة الطرق بالمملكة وعلى الجامعات تقديم دعم علمي وفني لها لتسريع وتيرة تطوير ذلك المجال. وأضاف: إن مستوى السلامة المرورية للطرق في المنطقة الشرقية عند تصميم المشروع وتنفيذه جيد ولكن بعد مرور سنة يقل مستوى السلامة المرورية على الطرق بشكل كبير حيث تختفي الخطوط والعلامات الأرضية على الطرق وتتضرر أو تختفي أجهزة السلامة المرورية على الطرق نتيجة الحوادث والاستهلاك اليومي لذا تحتاج الجهات المعنية إلى الصيانة الدورية، بالإضافة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في المملكة يتطلب اعتماد وتطبيق أعلى المواصفات لرصف الطرق. علما بأن بعض الطرق تحتاج إلى عملية كشط وإعادة رصف وذلك نتيجة لوجود عيوب مثل التخدد وغيرها. » الأمانة والنقل غائبان «اليوم» تواصلت مع قسم ومسؤولي العلاقات العامة في أمانة الشرقية عبر المتحدث الرسمي للأمانة محمد الصفيان وعبر واتساب الأمانة للرد على الاستفسارات المطروحة بشأن عدد المشاريع المنجزة والخاصة بالأنفاق والكباري خلال 2018 م وبعض ملاحظات أهالي الدمام، ولم تتلق أية إفادة بهذا الشأن. كما تواصلت «اليوم» مع وزارة النقل عبر متحدثها الرسمي تركي الطعيمي والذي أكد أنه جار الرد على الاستفسارات الخاصة بمشاريع النقل في حاضرة الدمام وملاحظات أهالي الدمام إلا أنه لم يصل الرد.