أكدت الفنانة التشكيلية خلود آل سالم على حاجة الساحة التشكيلية والفنية في المملكة لكليات وأكاديميات متخصصة لدراسة الفن، إضافة لضرورة رفع المستوى النقدي الذي يطرح الإشكاليات الفنية والفكرية للعمل الفني بعيدا عن المجاملات والاعتبارات الشخصية. وأشارت في حوارها مع «اليوم» إلى أنها تجد نفسها بشكل أكبر من خلال المدرسة التعبيرية التي تتيح لها آفاقا واسعة للتعبير عن ذاتها. * حدثينا عن تطور تجربتك التشكيلية من خلال معارضك الفنية؟ - بكل تأكيد هناك تطور كبير من خلال مشاركتي في عشرين معرضا جماعيا، إضافة لإقامة خمسة معارض شخصية، انطلقت بمعرض «الجوهر» ثم معرض «حديث اللون» والفرق بينهما أن الأول تضمن أعمال بدايات تجربتي التشكيلية من خلال لوحات بأساليب ومدارس متنوعة ومنها الواقعية والسريالية والتعبيرية، فيما المعرض الثاني اتجهت للتجريد وتبسيط أشكال عناصر العمل. * كيف كانت بدايتك مع الفنون التشكيلية؟ - البداية كانت مطلع التسعينات كهواية حاولت من خلالها تعليم نفسي ذاتيا بالاطلاع والتدريب المستمر، والاهتمام بالجانب النظري والفكري للفن، وتدعيم ذلك بالقراءة ودراسة تاريخ الفن والنقد ومناقشتها من خلال التحاقي بصالون بشار الثقافي مع نخبة من الفنانين والفنانات المثقفين، مع الحرص على متابعة الحركة الفنية العالمية من خلال الشبكة العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي للمتاحف والصفحات الخاصة للفنانين العرب والأجانب من شتى بلاد العالم، كل هذا ساهم في تشكيل وبناء مفاهيمي الجادة للسير في خطى متأنية وصادقة. * كيف ترين تجربة المرأة التشكيلية في المملكة.. وما أبرز احتياجاتها؟ - هي تجربة طموحة تسعى لتحقيق الجدارة والنجاح وإثبات الذات، فيما تحتاج الساحة التشكيلية والفنية في المملكة لوجود الكليات والأكاديميات المتخصصة لدراسة الفن، وابتعاث الموهوبين لدراسة الفن، ورفع المستوى النقدي الذي يطرح الإشكاليات الفنية والفكرية للعمل الفني بعيدا عن المجاملات والاعتبارات الشخصية، وإنشاء صالات لائقة لإقامة معارض فنية نوعية. * ما أهمية بيع واقتناء اللوحات بالنسبة للفنان التشكيلي.. وهل بيعت أعمالك خلال المعارض الفنية؟ - نعم تم شراء مجموعة من أعمالي خلال مشاركتي في المعارض الجماعية أو في معارضي الشخصية، وبكل تأكيد شراء الأعمال خصوصا ممن يقدر العمل الفني يعتبر شيئا في غاية الأهمية للفنان، فعندما يقتني عملي شخص أثق بذائقته ووعيه الفني سيشعرني بقيمة ما صنعته ومقدار ما تركه عملي من أثر. * هل كان لمشاركاتك الخارجية تأثير في مسيرتك الفنية؟ - في اعتقادي لا فائدة من المشاركة في معارض خارجية بدون الحضور الشخصي للفنان فيها، ولكن الفائدة ستكون لصالح الوطن من خلال عكس الجانب الثقافي والفني فيه، وهذا بحد ذاته أمر بالغ الأهمية يترتب عليه أن يكون الفنان على مستوى عالٍ بما يقدمه من أعمال فنية. أما إذا كانت المشاركة بحضور الفنان، عندها سيكتسب بعدا ثقافيا جديدا من حيث الاختلاط بفنانين آخرين من تلك البلاد، ليتعرف على فكرهم وثقافتهم ويكتسب المزيد من الخبرات التي ستطور من مشاريعه الفنية المستقبلية. * إلى أي مدرسة تشكيلية تنتمين؟ - لا أعلم لماذا أجد نفسي متحفظة بعض الشيء عند سؤالي عن المدرسة التشكيلية التي اتبعها او انتمي إليها، استطيع القول إني أرى في الواقعية مفتاحا لدراسة وفهم الكثير من الجوانب العلمية في العمل الإبداعي، كما أن التعبيرية التي أجد نفسي بشكل كبير فيها لما تتيحه من آفاق واسعة للتعبير عن ذاتي، كما أن هناك الكثير من الجمال يقال بصريا من خلال التعبيرية.