أدرك أنه قد يبدو من الغرور قول هذا، لكنني بصفتي شابا سعوديا، فأنا أمثل مستقبل بلدي. سوف أوضح لكم لماذا، أنا جزء من جيل شباب سعودي تحت سن الثلاثين، الذين يشكلون 58.5% من سكان المملكة، نحن شبان وشابات مرتاحون جدا في العالم الرقمي، الذين يستمتعون بالسفر فيه والتعرف على الثقافات المختلفة، ونحن منفتحون على تبني التغيير المفاجئ. عندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن رؤية 2030، التي من شأنها أن تقلل من اعتماد السعودية على النفط، وتنويع اقتصادها، وتعزيز صورة حديثة ومعتدلة للمملكة العربية السعودية، لم يكن أحد يفرح بصوت أعلى من جيلي. هذه أشياء كنا ننتظرها، كنا نعلم أن هذه الخطة طموحة، وسيكون من الصعب تنفيذها، لكننا عازمون وحريصون على القيام بدورنا لجعلها تأتي إلى الحياة. لن أضيّع الوقت في الحديث عن المعلومات والإحصاءات المملة، سوف أتحدث عن التغييرات الحياتية الحقيقية، التي تحدث في المملكة العربية السعودية. كانت رؤية 2030 موجودة منذ تأسيس المملكة، منذ الأيام الأولى، كان الملك عبدالعزيز يطمح إلى أخذ المملكة إلى مكان أفضل، أراد توجيه بلاده نحو مستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً. أخبرني والدي إلى أي مدى وصلت المملكة منذ أيام شبابه، والآن بعد أن تم تنفيذ رؤية 2030، أشاهد أن سرعة هذا التغيير تزداد. كمجتمع، نحن نضع العادات والتقاليد الموروثة جانباً ونتبنى التغييرات التي تحدث في جميع أنحاء العالم. ولا يسعنا إلّا أن نشكر قائد تلك الرؤية، الأمير محمد بن سلمان، لهذا التغيير السريع. كلنا نعلم كيف ورثت المملكة ثروتها من الموارد الطبيعية، وبالتحديد النفط الذي أعطانا لقب «مملكة الذهب الأسود»، لكن الآن رؤية 2030 تمكن السعوديين من النظر لأنفسهم أكثر من مجرد مملكة نفطية. تهدف خطة الأمير الطموحة إلى تقليل اعتماد السعودية على النفط كمحرك رئيس للاقتصاد، والتنويع في مجالات أخرى؛ مثل الخدمات، والتصنيع الذي سيخلق فرص عمل ويبقي هذه المملكة مزدهرة لسنوات قادمة. التغيير صعب بالطبع، إذا كانت عادة قديمة تعود بالفائدة طوال العمر، فيمكن أن يُعذر المرء على تفكيره، «إذا لم يتم كسرها، فلماذا يتم إصلاحها؟» بصفتها واحدة من أكبر موردي النفط في العالم، ارتفعت المملكة العربية السعودية لتصبح لاعباً رئيساً على الساحة الاقتصادية العالمية. لكن هناك العديد من الشباب السعوديين، الذين لم يجربوا بعد فرص العمل، التي يمكن أن يوفرها اقتصاد قوي متنوع وسريع النمو، هذا هو السبب في حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على تسريع معدل التغيير. قال الأمير مؤخراً: «الحياة قصيرة جداً، ويمكن أن تحدث الكثير من الأشياء، وأنا حريص حقاً على رؤيتها بأم عيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة من أمري». *