يوما بعد الآخر، يتخطى المدرب السعودي كل الحواجز التي تحاول عرقلة مسيرته المهنية، ليكشف عما يملكه من إمكانات فنية مميزة وقدرات عالية، تجعله في مصاف المدربين الكبار. ولعل البدايات دائما ما تسجل باسم عميد المدربين السعوديين الخبير خليل الزياني، الذي خلف المدرب العالمي البرازيلي ماريو زاجالو، ليفجر الطاقات الكامنة لدى لاعبي المنتخب السعودي، ويقودهم إلى تحقيق أول إنجاز في تاريخ كرة القدم السعودية، بالحصول على لقب بطولة الأمم الآسيوية (1984) بسنغافورة، قبل أن يتمكن في نفس العام من قيادة الأخضر للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية ب «لوس أنجلوس» الأمريكية. محمد الخراشي، هو واحد من أبرز المدربين السعوديين على مر التاريخ، ويعده البعض من أفضل الكشافين للمواهب، حيث صنع له تاريخا لا ينسى على مستوى المنتخبات السنية، بتحقيقه لقب آسيا في ثلاث مناسبات والتأهل لنهائيات كأس العالم للناشئين، حيث قاد الأخضر الناشئ في نهائيات كأس العالم (85) بالصين و(87) بكندا. وفي العام (1994)م، كتب الخراشي اسمه بأحرف من ذهب، بعدما نجح في فك النحس الذي لازم الأخضر السعودي في بطولات الخليج، ليقوده للتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه خلال البطولة، التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة. الخراشي لم يكتف بهذا الإنجاز، وواصل عمله الكبير على مستوى الفئات السنية، ليقود المنتخب الأولمبي للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية ب «أتلانتا» الأمريكية في العام (1996)م. وعند الحديث عن المدربين الوطنيين لا يمكن أن نغفل المدرب القدير ناصر الجوهر، الذي نجح في تحقيق عدة إنجازات مع الأخضر السعودي، حيث قاده لتحقيق أول بطولة خليجية في المملكة، وذلك في العام (2002)م، كما نجح في إحراز ذهبية ألعاب التضامن الإسلامية في العام (2005)م، وبطولة كأس الخليج الأولمبية في العام (2008)م. اعتقد الجميع أن المدرب الوطني المتميز لم يعد يتواجد على مستوى كرة القدم السعودية، لكن العديد من المدربين كانوا يعملون ويجتهدون، خصوصا على مستوى الفئات السنية، ليحمل الرائع سعد الشهري رايتهم، ويتألق مع المنتخب السعودي للشباب في كأس آسيا، التي أقيمت في البحرين عام (2016)م، حيث كان قريبا من الحصول على الذهب لولا ابتسام ركلات الجزاء الترجيحية للمنتخب الياباني في المباراة الختامية. خالد العطوي، رسم الخطوط العريضة لفصل جديد في كتاب «إنجازات المدربين الوطنيين»، الذي لم يقتصر على مستوى المنتخبات السعودية، مقدما مستويات مميزة مع المنتخب الشاب في نهائيات كأس الأمم الآسيوية (2018) بإندونيسيا، ليعلن عن تأهله إلى مونديال الشباب (2019) ببولندا، ومتأملا في المضي قدما لتحقيق الذهب الآسيوي للمرة الثالثة في التاريخ.