تكثر الأبواق الخارجية هذه الأيام التي تحاول بسلوكها العدواني، زعزعة ثبات المملكة، من خلال وسائل الإعلام الفاقدة مهنيتها ومصداقيتها بالأحاديث الكاذبة والروايات المختلقة عن قضية مقتل المواطن الصحفي جمال خاشقجي -ومن هذا المنبر أقدم خالص التعازي والمواساة لأسرته الكريمة-، ممن يحاولون استغلال هذا الظرف لتأليب الرأي العام ضد المملكة العربية السعودية، وإحداث شرخ في العلاقات السعودية التركية، وتداول أوامر ومزاعم لا أساس لها من الصحة، ناسين عدالة وحنكة قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وهما الحريصان كل الحرص على إظهار الحق مستندين على النهج المستمد من الشريعة الإسلامية، ومعاقبة كل المتسببين كائنا من كان في الحادث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن جمال -رحمه الله-، انطلاقا من اهتمام قيادتنا الرشيدة وحرصها على سلامة أبنائها المواطنين داخل وخارج المملكة. تعاملت المملكة بشفافية منذ الوهلة الأولى ومنذ بدء تناول الأزمة، وذلك بقبولها المشاركة في التحقيقات مع الفريق التركي، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحيتها بشكل دقيق، إذ لو كان لدى القيادة أي نية لإخفاء التفاصيل لما عمدت لمثل هذه الإجراءات التي ستساهم في الكشف عن كل المتورطين ومحاسبتهم وتقديمهم للعدالة. تصريحات القيادة والمملكة عن كافة التفاصيل قطعت الشك باليقين وقطعت الطريق على من يحاولون تصيد المواقف من أجل الإساءة للمملكة، هذه القضية التي تناولها الرأي العام المحلي والدولي بكثير من الاهتمام؛ نظرا لمكانة المملكة عربيا ودوليا ونظرا لثقلها السياسي، عرت وفضحت الكثير من الدول التي استغلت منابرها الإعلامية المريضة للإساءة للمملكة، بتلفيق التهم وتحريض الدول الأخرى والتشكيك في مصداقية المملكة وتدبير مؤامرة ضدنا لأن المملكة تصدت وحاربت إرهاب إيران وقطر، والآن هذه الدول تحاول تشويه سمعة المملكة دوليا، بالإضافة إلى التدخل السافر في الشؤون الداخلية لمملكتنا، والذي لا ترتضيه قيادتنا ولا نرتضيه من كائن من كان وحتى لو كان من دولة صديقة، فالشأن الداخلي لكل دولة هو شأن خاص بها وبسياستها وبشعبها وبطريقة تعاطيها مع شؤونها، وواضح جدا أن ما يحدث هو استهداف مدروس للمملكة، فرغم أن المملكة أعفت العديد من القيادات من مناصبهم وإعلان النائب العام التحقيق مع 18 من المشتبه بهم للوقوف على الحقيقة، إلا أن وسائل الإعلام التي تقف موقفا معاديا للمملكة لم تكف عن حملتها غير المبررة، متجاهلين أن هناك العديد من القضايا المشابهة لمقتل خاشقجي بل وأكبر منها ولكنها لم تحظ بأي اهتمام، ولم يسلط عليها الضوء مما يؤكد ما يضمره أعداء المملكة من نوايا خبيثة لتسييس القضية من أجل استهداف المملكة، وهنا يأتي دور إعلامنا الداخلي بضرورة نقل الحقائق كما هي وعدم التأثير على مسارات التحقيق وعدم الخوض والتأويلات في هذه القضية، ودحض أي منبر شاذ يريد التشكيك أو الإساءة أو التأليب. قضاؤنا في المملكة يتمتع باستقلالية كاملة، وقادر -بحمد الله- على التعامل مع قضية جمال، حيث سيأخذ القضاء مجراه، فالعدل هو نهج المملكة العربية السعودية الدائم، الذي لن تحيد عنه، وهو أحد مرتكزاتها عبر تاريخها المجيد.